بعد الهطولات المطرية.. اخصائي يكشف تأثير الامطار على الصبة الخرسانية بالمواصفات السعودية وطريقة حمايتها من تأثيرات الامطار

يعتبر تأثير العوامل الجوية على الخرسانة من الأمور المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء عمليات البناء، خاصة عند صب الخرسانة في الأجواء الممطرة، فالكثير من المهندسين والمقاولين وحتى الأفراد الذين يقومون بأعمال البناء يتساءلون عن مدى تأثر الخرسانة بالأمطار بعد الصب، وما إذا كانت هذه الأمطار قد تؤثر على جودة ومتانة البناء على المدى الطويل.

اخصائي يكشف تأثير الامطار على الصبة الخرسانية بالمواصفات السعودية

في هذا السياق، كشف المهندس المعماري عبدالغني الجند، المختص في مجال البناء والإنشاءات، عن حقيقة تأثير الأمطار على الخرسانة حديثة الصب، ومدى خطورة الأمر، بالإضافة إلى تقديم نصائح عملية لضمان الحصول على خرسانة قوية ومتينة حتى في الظروف الجوية غير المستقرة.

متى تصبح الخرسانة قوية بما يكفي لمقاومة الأمطار؟

وفقًا لما أوضحه المهندس عبدالغني الجند، فإن الخرسانة بعد مرور 4 إلى 5 ساعات من الصب تبدأ في التصلب، وعند هذه المرحلة، حتى لو تعرضت للأمطار فلن تتأثر بشكل كبير، حيث إن ماء المطر لن يخترق الخرسانة بعد هذه المدة.

السبب في ذلك يعود إلى أن الخرسانة تمر بمرحلة التصلب الأولي خلال الساعات القليلة الأولى من الصب، مما يجعلها قادرة على مقاومة الماء السطحي دون أن يؤثر ذلك على بنيتها أو قوتها.

ومع ذلك، فإن هناك بعض الاحتياطات الهامة التي يجب اتباعها لضمان عدم حدوث أي ضرر أثناء عملية الصب، خاصة إذا كانت هناك توقعات بسقوط الأمطار.

ماذا يحدث إذا هطلت الأمطار مباشرة بعد الصب؟

في حال تساقطت الأمطار بعد الصب مباشرة أو خلال الساعة الأولى من الصب، فقد يكون هناك تأثير سلبي على الخرسانة، لأن الخليط لا يزال في مرحلة السيولة ولم يبدأ بعد في التصلب، في هذه الحالة، قد تؤدي مياه الأمطار إلى:

• تآكل السطح العلوي للخرسانة، مما قد يقلل من جودته ويضعف مقاومته المستقبلية.
• تقليل نسبة الماء إلى الأسمنت في الطبقة السطحية، مما يؤثر على قوة الخرسانة على المدى الطويل.
• حدوث انفصال في مكونات الخرسانة، حيث يمكن أن يؤدي تدفق الماء إلى انفصال الركام عن الأسمنت، مما قد يضعف بنيتها.

أفضل الحلول لحماية الخرسانة من الأمطار أثناء الصب

لضمان حماية الخرسانة والحفاظ على جودتها، قدم المهندس عبدالغني الجند مجموعة من التوصيات العملية التي يجب اتباعها في مثل هذه الحالات:

• مراقبة أحوال الطقس قبل الصب: ينصح دائمًا بمتابعة توقعات الطقس قبل الشروع في أي عملية صب، فإذا كانت هناك فرصة لهطول أمطار، فمن الأفضل تأجيل الصب إلى يوم آخر.
• استخدام الأغطية الواقية: إذا كانت الأمطار متوقعة ولكن لا يمكن تأجيل العمل، فمن الممكن استخدام مشمعات بلاستيكية أو أغطية خاصة لحماية سطح الخرسانة أثناء الصب وحتى تصل إلى مرحلة التصلب الأولي.
• تحضير الموقع للتعامل مع الطوارئ: يمكن تجهيز الموقع مسبقًا من خلال توفير مضخات لسحب المياه، أو إنشاء ممرات تصريف لضمان عدم تجمع المياه على سطح الخرسانة.
• إعادة تسوية السطح بعد توقف المطر: إذا هطلت الأمطار بشكل خفيف ولم تؤثر بشكل كبير، يمكن إعادة تسوية سطح الخرسانة باستخدام أدوات التنعيم بعد توقف المطر لضمان استعادة القوام الصحيح.
• تجنب رش الماء بعد المطر مباشرة: بعض المقاولين يعتقدون أن رش الماء بعد توقف المطر قد يساعد في معالجة الخرسانة، لكن الحقيقة هي أن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف السطح العلوي، لذا يجب تجنب ذلك تمامًا.
• مراقبة جودة الخرسانة بعد الصب: إذا كانت هناك شكوك حول تأثير الأمطار على الخرسانة، يمكن إجراء اختبارات على العينات لضمان أن المتانة والجودة لم تتأثرا.

هل هناك أوقات معينة يُفضل فيها صب الخرسانة؟

بشكل عام، يفضل صب الخرسانة في الصباح الباكر أو في المساء، خاصة في المناطق ذات المناخ الحار، حيث تساعد درجات الحرارة المعتدلة على منع التبخر السريع للماء من الخليط، مما يحسن من جودة الخرسانة.

أما في المواسم الممطرة، فمن الضروري اختيار أيام يكون فيها الطقس مستقرًا لتجنب أي مشاكل محتملة.

الخلاصة: كيف تضمن جودة الخرسانة في الأجواء الممطرة؟

في النهاية، يمكن القول إن الأمطار لا تمثل خطر كبير على الخرسانة إذا مرت عدة ساعات بعد الصب، حيث إن الخرسانة تبدأ في التصلب خلال 4 إلى 5 ساعات، وبالتالي تصبح قادرة على مقاومة تأثير المطر.

لكن في حال هطلت الأمطار مباشرة بعد الصب أو خلال الساعة الأولى، فمن الضروري اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الخرسانة من التلف.

وأفضل طريقة لتجنب هذه المشكلات هي التخطيط المسبق، ومراقبة الأحوال الجوية، واستخدام وسائل الحماية المناسبة مثل الأغطية البلاستيكية.

باتباع هذه الإرشادات، يمكن لأي مهندس أو مقاول أن يضمن الحصول على خرسانة عالية الجودة ومتينة حتى في ظل الظروف الجوية المتغيرة.