بعد الزيادة المجنونة.. خبراء يكشفون سبب ارتفاع أسعار تأشيرات العمرة

في أغسطس 2025، ستدخل المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة في إدارة شؤون العمرة بعد إعلان وزارة الحج والعمرة عن رفع رسوم تصريح العمرة من 300 ريال إلى 680 ريال سعودي، بزيادة قدرها 126.7%.

خبراء يكشفون سبب ارتفاع أسعار تأشيرات العمرة

هذه الزيادة الكبيرة تعني أن كل معتمر سيدفع 380 ريال إضافية مقارنة بالرسوم السابقة، لتصبح العمرة أكثر تكلفة سواء على الأفراد أو العائلات داخل المملكة وخارجها.

القرار جاء كجزء من خطة شاملة تهدف إلى تحسين المنظومة التنظيمية والخدماتية للعمرة، إلا أن انعكاساته الاجتماعية والاقتصادية أثارت موجة نقاش حادة بين مؤيد يرى فيه تطوير ضروري، ومعارض يعتبره عبئ يهدد إمكانية أداء الشعيرة لشرائح واسعة من المسلمين.

تفاصيل القرار

وزارة الحج والعمرة أكدت أن الرسوم الجديدة تشمل:

• قيمة تصريح الدخول.
• أتعاب التنظيم والإجراءات الإدارية.
• توفير خدمات إضافية مثل أنظمة حجز متطورة، تحسين النقل، ورفع مستوى الإقامة والخدمات الميدانية.

كما أوضحت أن جميع التصاريح سيتم استخراجها حصر عبر منصة نسك الإلكترونية، التي ستتحول إلى البوابة الموحدة لإدارة جميع ما يتعلق بالعمرة، بدء من حجز المواعيد وحتى ربط التصريح بخدمات النقل والإقامة.

خلفيات القرار الاستراتيجية

المملكة بررت الزيادة بأنها ليست مجرد رفع مالي عابر، بل خطوة استراتيجية ضمن رؤية 2030، وتهدف إلى:

• مواجهة الضغط الكبير الناتج عن الأعداد المتزايدة من المعتمرين.
• تطوير البنية التحتية في مكة والمدينة.
• تحسين جودة الخدمات المقدمة داخل الحرمين والمناطق المحيطة.
• تغطية التكاليف التشغيلية والصيانة للمشروعات الكبرى المرتبطة بالعمرة.

الوزارة أكدت أن العوائد الإضافية ستوجه بشكل مباشر لتوسعة الحرمين، تطوير النقل بين مكة والمدينة، وتوسيع نطاق الرقابة الإلكترونية لمنع الفوضى التنظيمية.

الصدمة الشعبية وردود الفعل

الإعلان أحدث جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون قرار قاسي على ميزانيات الأسر، العمرة بالنسبة للمسلمين ليست مجرد رحلة سياحية، بل شعيرة دينية يسعى الكثيرون لتكرارها مرات عديدة خلال حياتهم.

على سبيل المثال، أسرة سعودية مكونة من خمسة أفراد ستحتاج إلى دفع نحو 3400 ريال لاستخراج تصاريح العمرة فقط، ما يجعل الأمر صعب على الكثير من العائلات متوسطة الدخل.

أما المسلمون القادمون من الخارج، فقد توقع محللون أن تؤدي هذه الزيادة إلى تراجع أعداد المعتمرين بنسبة تصل إلى 30% خلال السنة الأولى.

منصة نسك محور التحول الرقمي

من بين أبرز ملامح القرار، الاعتماد الكامل على منصة نسك الإلكترونية، التي تقدم:

• حجز إلكتروني مبسط لتصاريح العمرة.
• اختيار مواعيد دقيقة لتخفيف الازدحام.
• ربط التصاريح بخدمات النقل والفنادق.
• رسائل تنبيه وتنظيم لتفادي المخالفات.

الوزارة شددت على أن أي تصريح خارج المنصة سيكون غير معترف به، محذرة من المواقع الوهمية التي قد تستغل القرار الجديد للاحتيال على الراغبين في العمرة.

التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية

• على الأسر السعودية: زيادة التكلفة ستجعل بعض العائلات تقلل من تكرار أداء العمرة سنويا، إذ سيتعين على الوالدين دفع أكثر من 1360 ريال إضافي إذا رغبوا بأداء العمرة مرتين في العام.
• على المعتمرين من الخارج: سترتفع التكلفة الإجمالية للرحلة الدينية بشكل واضح، مع الأخذ في الاعتبار أسعار الطيران والإقامة، ما يجعل العمرة أكثر صعوبة للطبقات محدودة الدخل في دول عدة.
• على الاقتصاد السعودي: رغم توقع انخفاض أعداد المعتمرين، إلا أن مضاعفة الرسوم ستزيد من العوائد المالية، ما يتيح تمويل مشروعات التوسعة وتطوير الخدمات المرتبطة بالعمرة.
• على قطاع الخدمات: الزيادة ستنعكس على تحسين نوعية الخدمات في مجالات الإقامة، النقل، وتنظيم الحشود، وهو ما قد يرفع مستوى التجربة الدينية والتنظيمية للمعتمرين.

قراءة مستقبلية

رفع رسوم العمرة خطوة ستغير بلا شك شكل التجربة الدينية لملايين المسلمين، فهي تمثل مزيج من تحديات اقتصادية وضغوط اجتماعية، وفي الوقت نفسه تحمل وعود بتحسين الخدمات وتوسيع الطاقة الاستيعابية للحرمين.

القرار يضع العالم الإسلامي أمام معادلة جديدة: بين الرغبة الدينية العميقة لأداء العمرة وتكرارها، وبين المتغيرات الاقتصادية والتنظيمية التي قد تحد من سهولة الوصول إليها.