فلكية جدة تكشف عن حدث فلكي خلال أيام سيغير لون سماء المملكة بعد غروب الشمس

تستعد سماء المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية لواحدة من أجمل الظواهر الفلكية خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر، حيث يمكن لعشاق الفضاء والظواهر الكونية مشاهدة كوكب المشتري بوضوح في ساعات ما بعد منتصف الليل وحتى قبيل شروق الشمس.

فلكية جدة تكشف عن حدث فلكي خلال أيام سيغير لون سماء المملكة بعد غروب الشمس 

ويعد المشتري، وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية، من أكثر الأجرام السماوية تميز في السماء ليلا، إذ يظهر بلون أبيض مائل إلى الصفرة وسط لمعان ثابت وواضح يمكن رؤيته بالعين المجردة من مختلف المناطق ذات الأجواء الصافية.

ويأتي هذا الظهور ضمن سلسلة من الأحداث الفلكية التي تتيح فرصة نادرة لمتابعة الكوكب العملاق في موقع مثالي للرصد قبل بلوغه أقرب نقطة له من الأرض مطلع العام المقبل.

خصائص كوكب المشتري ومكانته في السماء

يعد كوكب المشتري ثاني أكثر الأجرام السماوية لمعان في السماء بعد القمر وكوكب الزهرة، ويرتبط ظهوره في الأفق الشرقي بمشهد فلكي مبهر يجذب اهتمام المراقبين والمصورين الفلكيين على حد سواء.

يتميز الكوكب بحجمه الهائل الذي يفوق حجم الأرض بأكثر من ألف مرة، وبتكوينه الغازي الذي يمنحه مظهر مميز في السماء، إلى جانب ألوانه المتدرجة بين الأبيض والذهبي.

وتساعد هذه الخصائص على تمييزه بسهولة عن النجوم الأخرى ذات الوميض المتقطع، إذ يحتفظ المشتري بلمعانه المستمر دون تغير واضح في شدته الضوئية.

فرصة مثالية للرصد والتصوير

يوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن الفترة الممتدة من منتصف الليل وحتى قبيل الفجر تعد الأنسب لرصد كوكب المشتري، إذ يظهر الكوكب في الجهة الشرقية من القبة السماوية ويرتفع تدريجي نحو الأفق الجنوبي الشرقي حتى يصل أعلى نقطة له في السماء قبل شروق الشمس.

وتتيح هذه الظروف الجوية والزمانية فرصة مثالية لعشاق التصوير الفلكي لالتقاط صور عالية الدقة للكوكب وأقماره اللامعة.

اكتشاف أقماره الكبرى عبر التلسكوبات

تظهر المناظير والتلسكوبات الصغيرة مشهد بديع لأقمار المشتري الأربعة الكبرى: آيو، وأوروبا، وغانيميد، وكاليستو، التي تبدو كنقاط ضوئية مصطفة بمحاذاة الكوكب العملاق.

وتعد هذه الأقمار، التي اكتشفها العالم الإيطالي غاليليو غاليلي في القرن السابع عشر، من أبرز معالم النظام الشمسي، لما تتميز به من خصائص جيولوجية ومناخية مثيرة للدراسة.

ومشاهدة هذه الأقمار تضفي بعد علمي وجمالي على تجربة رصد المشتري، خاصة في الليالي الصافية البعيدة عن أضواء المدن.

الاقتراب من مرحلة التقابل وزيادة السطوع

سيواصل كوكب المشتري خلال الأشهر المقبلة ازدياد سطوعه تدريجي حتى يصل إلى حالة التقابل في العاشر من يناير عام 2026، وهي الظاهرة التي يكون فيها الكوكب في أقرب نقطة له من الأرض، مما يجعله أكثر إشراق ووضوح في السماء.

وتشكل هذه المرحلة ذروة موسم رصد المشتري، حيث يمكن رؤيته بحجم أكبر ولمعان لافت، وهو حدث ينتظره الفلكيون والمصورون لما يوفره من مشاهد خلابة وتفاصيل دقيقة يمكن ملاحظتها حتى بواسطة التلسكوبات الصغيرة.

بهذا المشهد الفلكي المميز، تعيش سماء المملكة والمنطقة العربية لحظات من الجمال العلمي الممزوج بالدهشة، حيث يطل كوكب المشتري كعملاق مضيء يزين السماء في واحدة من أجمل ليالي أكتوبر، مذكرا بعظمة الكون وسحره الذي لا ينتهي.