شؤون الحرمين تعلن عن رصد مخالفة جديدة من اليوم على زوار المسجد الحرام وتكشف عن سببها

في مشهد يعكس عمق الاهتمام الذي توليه المملكة العربية السعودية لإدارة الحرمين الشريفين، أكدت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين التزامها الكامل بتوفير بيئة آمنة ومنظمة داخل المسجد الحرام تضمن راحة الزوار والمعتمرين وسلامتهم أثناء أداء المناسك.

شؤون الحرمين تعلن عن رصد مخالفة جديدة من اليوم على زوار المسجد الحرام 

وجاء هذا التأكيد في إطار منظومة عمل دقيقة تتكامل فيها الجهود الميدانية والتنظيمية والتقنية، بهدف تعزيز روح الطمأنينة والسكينة بين قاصدي بيت الله الحرام، وضمان انسيابية الحركة في أكثر الأماكن قدسية على وجه الأرض.

وتؤكد الهيئة أن نجاح إدارة الحشود في هذا المكان الشريف يمثل معيار حضاري يعكس قدرة المملكة على الجمع بين روحانية المكان وتطور الإدارة الحديثة.

التزام بالتعليمات لضمان السلامة

دعت الهيئة جميع الزوار والمعتمرين إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن فرق التنظيم الميدانية المنتشرة في أرجاء المسجد الحرام.

وتأتي هذه الدعوة حرص على حماية الأرواح ومنع الازدحام، إذ إن التعليمات الميدانية تبنى على دراسات ميدانية دقيقة تراعي كثافة الزوار واختلاف مواسم العمرة والحج.

وأوضحت الهيئة أن الفرق الميدانية تعمل على مدار الساعة لتوجيه الحشود وضبط حركة الدخول والخروج بطريقة تضمن انسيابية الحركة في صحن المطاف والممرات المحيطة به، مع الحفاظ على روح الخشوع والسكينة التي تميز المكان.

دور الحواجز في تنظيم التدفق البشري

أشارت الهيئة إلى أن الحواجز المتحركة الموضوعة في صحن المطاف ليست مجرد أدوات تنظيمية، بل هي جزء من منظومة هندسية دقيقة صممت لتوجيه حركة الأفراد ومنع الازدحام الذي قد يعيق الطواف أو يتسبب في حوادث تدافع.

وبيّنت أن هذه الحواجز تستخدم بمرونة عالية وفق كثافة الزوار في مواسم الذروة، بحيث تتيح للقائمين على إدارة الحشود إعادة توجيه الحركة عند الحاجة دون تعطيل المناسك أو التأثير على راحة الزائرين.

كما شددت على أن تجاوز هذه الحواجز يعد تصرف غير آمن يعرض صاحبه والآخرين للخطر، وأن فرق التنظيم تتعامل بحزم مع مثل هذه الحالات حفاظ على سلامة الجميع.

تطوير مستمر في إدارة الحشود

تأتي هذه الإجراءات في سياق الجهود الواسعة التي تبذلها المملكة لتطوير منظومة إدارة الحشود في الحرمين الشريفين، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وقد نفذت الهيئة خلال السنوات الماضية عدد من المبادرات الذكية التي أحدثت نقلة نوعية في تنظيم الحركة داخل الحرم، منها إنشاء مسارات دائرية ذكية لتوجيه الزوار آليا، واستخدام أنظمة مراقبة رقمية لرصد الكثافات البشرية وتحليل أنماط الحركة.

كما طورت الهيئة منظومة الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، بما يضمن سرعة التدخل عند الحاجة وتسهيل مرور العربات الإسعافية أو فرق الأمن داخل نطاق الحرم.

توظيف التقنية لخدمة الزوار

أكدت الهيئة أن خططها التشغيلية تستند إلى منظومة رقمية متطورة تجمع بين التحليل الميداني والذكاء الاصطناعي لرصد وتحليل تدفق الزوار.

وتتيح هذه التقنيات التنبؤ بمناطق الازدحام قبل وقوعها، مما يمنح الفرق الميدانية القدرة على اتخاذ الإجراءات الاستباقية لضمان الأمن والانسيابية.

كما أشارت الهيئة إلى أن هذه الحلول التقنية تتكامل مع مشاريع البنية التحتية الحديثة، مثل توسعة صحن المطاف والممرات الذكية وأنظمة التوجيه الصوتي والإرشادي التي تساعد الزوار على التنقل بسهولة داخل أرجاء المسجد الحرام.

تعزيز الوعي وتنمية ثقافة الالتزام

تحرص الهيئة على بناء وعي متقدم لدى الزوار والمعتمرين من خلال حملات توعوية مستمرة عبر المنصات الرقمية، وعلى رأسها منصة "إكس"، إضافة إلى الشاشات الإرشادية المنتشرة داخل الحرم.

وتهدف هذه الحملات إلى توجيه الزوار قبل وصولهم إلى مكة، وتعريفهم بالأنظمة والسلوكيات التي تضمن لهم أداء المناسك بسهولة ويسر.

ويرى مختصون أن هذا النهج يعكس فلسفة جديدة في إدارة الحشود، ترتكز على التثقيف المسبق بدلا من التدخل اللاحق، مما يعزز من مستوى التعاون بين الزائر والمنظم.

حفاظ على قدسية المكان ونظافته

إلى جانب التنظيم الميداني، دعت الهيئة الزوار إلى استخدام رفوف الأحذية المخصصة المنتشرة في مختلف أرجاء المسجد الحرام، مؤكدة أن الالتزام بذلك يسهم في الحفاظ على نظافة المكان وقدسيته ويمنع تراكم الأحذية في الممرات.

وقد تم توزيع هذه الرفوف بطريقة مدروسة تراعي حجم الحركة وتسهل الدخول والخروج من المصليات، في إطار حرص الهيئة على توفير بيئة نقية ومرتبة تليق بقدسية الحرم الشريف.

رؤية حضارية تجمع بين التنظيم والروحانية

تؤكد الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين أن كل هذه الجهود التنظيمية والإرشادية تأتي لتجسيد رسالة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، وإبراز صورتها الحضارية في إدارة أقدس البقاع بأعلى مستويات الكفاءة والاحتراف.

كما شددت على أن احترام الأنظمة والتعليمات داخل المسجد الحرام هو تعبير عن تعظيم شعائر الله، كما قال تعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".

وبذلك، فإن التزام الزائر بالتعليمات لا يعكس فقط احترام النظام، بل يعبر عن عمق إيمانه وحرصه على أداء نسكه في أجواء يسودها الأمن والسلام والسكينة.