المسند يصدم الجميع بما سيحدث في طقس الرياض في الوسم

المسند يصدم الجميع بما سيحدث في طقس الرياض في الوسم
  • آخر تحديث

يبدأ موسم الوسم في منتصف شهر أكتوبر، ويستمر حتى بداية ديسمبر، ويعد أحد أبرز المواسم الطبيعية التي تشهدها الجزيرة العربية، حيث يمتد لمدة 52 يوم تقريبا.

المسند يصدم الجميع بما سيحدث في طقس الرياض في الوسم 

ويتميز هذا الموسم بقدوم أمطار الخير والنماء التي تجدد الحياة في الأراضي الجافة، فتغمر الطبيعة بالخضرة وتزهر النباتات وتزداد البركة في الأرض.

ويعتبر موسم الوسم من المراحل الفصلية المهمة في دورة الطقس السنوية، حيث يرتبط ارتباط وثيق بالزراعة التقليدية ونمو النباتات الصحراوية، بما في ذلك ظهور الكمأة أو الفقع بعد هطول الأمطار بفضل الله.

أصل التسمية ودلالتها اللغوية

أوضح الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، أن كلمة "الوسم" في اللغة العربية تعني العلامة أو أثر الكي، وسمي هذا الموسم بهذا الاسم لأن الأمطار التي تهطل خلاله "تسم" الأرض بالخضرة والزرع.

ولا يشير الوسم إلى نجم أو منزلة فلكية معينة، بل هو مصطلح فصلي يعبر عن فترة محددة تضم أربع منازل قمرية متتابعة، تمثل دلالة طبيعية على تغير الطقس وبدء موسم المطر.

أهمية الموسم وتأثيره البيئي

يعد موسم الوسم بداية فترة الأمطار الرئيسة في معظم مناطق الجزيرة العربية، حيث تساعد الأمطار على إنبات النباتات الصحراوية وإحياء الأرض بعد فترة الجفاف الصيفي الطويلة.

ومن أبرز مظاهر هذا الموسم هو نمو الفقع أو الكمأة، وهو نبات صحرواي ثمين يظهر بعد حوالي سبعين يومًا من أول هطول لمطر الوسم، وفقا للأقوال الشعبية القديمة: "احسب من أول مطر الوسم سبعين يومًا، يظهر الفقع، والله أعلم."

دور الوسم في الحياة الزراعية والصحراوية

يمثل هذا الموسم أهمية خاصة للمزارعين والبدو على حد سواء، إذ تستخدم الأمطار الموسمية لري المحاصيل الموسمية وتغذية المراعي الطبيعية للحيوانات.

كما تعمل هذه الأمطار على تجديد التربة وتعزيز خصوبتها، ما يضمن استمرار دورة الحياة في البيئة الصحراوية القاسية.

وبالتالي، فإن موسم الوسم لا يعتبر مجرد ظاهرة مناخية، بل هو عنصر أساسي في الحفاظ على التوازن البيئي والزراعي في الجزيرة العربية، ويستمر تأثيره على النظم الطبيعية والاقتصادية للمناطق الريفية والصحراوية على حد سواء.

موسم الوسم فصل من فصول السنة الحاسمة في الجزيرة العربية، حيث يجمع بين الجانب الطبيعي والبيئي والاقتصادي.

فهو موسم المطر والخير، الذي يحيي الأرض ويزرع فيها البركة، ويتيح ظهور النباتات الثمينة مثل الفقع.

ويظل هذا الموسم علامة واضحة على دورة الطبيعة السنوية، ويمثل تجربة مميزة تعكس عمق العلاقة بين الإنسان والبيئة في الجزيرة العربية.