انهيار جنوني للريال السعودي مقابل الجنيه المصري قبل قليل في البنوك وشركات الصرافة

تشهد الأسواق المصرفية في مصر يوم الخميس 16 أكتوبر 2025، حالة من الهدوء والاستقرار الملحوظ في سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري، وسط متابعة دقيقة من المتعاملين والمستثمرين لحركة العملة الخليجية التي ترتبط ارتباط وثيق بالتحويلات المالية القادمة من المملكة العربية السعودية، والتي تمثل أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في مصر.

انهيار جنوني للريال السعودي مقابل الجنيه المصري

وقد حافظ الريال على استقراره عند مستويات قريبة من الأيام الماضية، مما يعكس حالة من التوازن بين العرض والطلب داخل الجهاز المصرفي المصري.

وأظهرت البيانات الصادرة عن البنك الأهلي المصري أن سعر شراء الريال السعودي بلغ نحو 12.62 جنيه، في حين سجل سعر البيع 12.69 جنيه، وفقا لما تم الإعلان عنه رسميا من الجهات المختصة، وهو ما يؤكد أن السوق يسير في نطاق مستقر دون تقلبات كبيرة في الأسعار.

نطاق التداول في السوق المصرفية المصرية

تتراوح أسعار الريال السعودي اليوم في البنوك المصرية ضمن نطاق تداول مستقر بين 12.25 و12.68 جنيه للشراء، وبين 12.69 و12.70 جنيه للبيع.

وتبرز هذه الأرقام حالة من الانضباط في تسعير العملة داخل النظام البنكي المصري، حيث تتقارب معدلات الصرف بين مختلف البنوك دون فجوات سعرية تذكر.

وقد سجل كل من مصرف أبوظبي الإسلامي والبنك الأهلي الكويتي أعلى سعر للشراء عند 12.68 جنيه، في حين جاء كل من المصرف المتحد والبنك العقاري المصري العربي بأقل سعر للبيع بلغ 12.69 جنيه.

استقرار البنوك الحكومية المصرية

تواصل البنوك الحكومية المصرية الكبرى اتباع سياسة موحدة تجاه تسعير الريال السعودي، إذ لم تشهد الأسعار أي تغيير عن الأيام السابقة.

وقد سجل كل من البنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك القاهرة سعر موحد بلغ 12.62 جنيه للشراء و12.69 جنيه للبيع، مما يعكس توجه عام نحو الحفاظ على استقرار سوق الصرف داخل المؤسسات الحكومية الكبرى، التي تعد مرجع أساسي للمواطنين في التعاملات المالية اليومية.

تباين طفيف في البنوك الخاصة والأجنبية

في المقابل، شهدت البنوك الخاصة والأجنبية تباين محدود في الأسعار مع بقائها ضمن نطاق الاستقرار العام.

فقد تصدر بنك أبوظبي الإسلامي قائمة أعلى سعر للشراء عند 12.68 جنيه، في حين سجل سعر البيع لديه 12.70 جنيه.

أما البنك التجاري الدولي (CIB) فقد عرض سعر شراء عند 12.65 جنيه وسعر بيع عند 12.69 جنيه، بينما بلغ سعر صرف الريال في بنك الإسكندرية 12.64 جنيه للشراء و12.68 للبيع.

كما قدم بنك قناة السويس سعر شراء عند 12.62 جنيه وسعر بيع عند 12.70 جنيه، وسجل المصرف العربي الدولي 12.67 جنيه للشراء و12.69 للبيع.

أداء شركات الصرافة في السوق المحلي

أما في سوق الصرافة، فقد التزمت الشركات العاملة في هذا القطاع بأسعار مقاربة لتلك المسجلة في البنوك، إذ استقرت الأسعار عند 12.62 جنيه للشراء و12.69 جنيه للبيع.

ويلاحظ أن شركات الصرافة تحافظ على هذه المعدلات لتلبية احتياجات المواطنين والمغتربين من العملة السعودية، خصوصا في ظل زيادة الطلب على الريال خلال موسم العمرة والزيارات الدينية.

العوامل الاقتصادية وراء استقرار سعر الريال

يعزى هذا الاستقرار في سعر الريال السعودي إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية المتشابكة، يأتي في مقدمتها استقرار التحويلات المالية من المصريين العاملين في السعودية، والتي تعد مصدر مهم للدخل القومي المصري.

كما يسهم استقرار أسعار النفط في دعم قوة الريال السعودي، إلى جانب العلاقات الاقتصادية المتينة بين القاهرة والرياض التي تشهد تعاون مستمر في مجالات الاستثمار والتجارة والطاقة.

كما أن السياسة النقدية المصرية القائمة على ضبط السوق وتوفير العملات الأجنبية في القنوات الرسمية ساعدت على الحد من أي تقلبات مفاجئة في سعر الصرف. 

ويعد هذا التوازن إشارة إيجابية للمستثمرين والمواطنين على حد سواء، حيث يعكس استقرار النظام المالي المصري في مواجهة التحديات الاقتصادية الإقليمية والدولية.

أهمية متابعة سعر الريال للمواطنين والمستثمرين

يمثل سعر الريال السعودي أهمية خاصة لشريحة كبيرة من المصريين، سواء للمغتربين الذين يقومون بتحويل أموالهم إلى ذويهم في الداخل، أو للمواطنين الراغبين في أداء العمرة أو الحج، أو حتى للمستثمرين الذين يتابعون حركة السوق الخليجية عن كثب.

ولذلك، فإن مراقبة سعر الريال تعد مؤشر مهم على الحالة الاقتصادية العامة وعلى تدفقات العملة الأجنبية في السوق المصرية.

وبناء على المؤشرات الحالية، يبدو أن السوق مرشحة لمزيد من الاستقرار خلال الفترة القادمة ما لم تطرأ تحولات مفاجئة في الاقتصاد العالمي أو أسعار الطاقة، لتبقى العلاقة بين الريال السعودي والجنيه المصري نموذج للتوازن المالي في المنطقة العربية.