تعرف على المدينة الوحيدة في السعودية التي لا يوجد فيها دوارات ولا إشارات مرور

في المملكة العربية السعودية، تعتبر محافظة الخفجي نموذج فريد في تنظيم حركة المرور، حيث لا توجد بها إشارات مرورية منذ أكثر من عقد، بدلاً من ذلك، تعتمد المدينة على 41 دوار لتنظيم حركة السير، مما جعلها المدينة الوحيدة في المملكة التي تتبنى هذا النظام بالكامل.

المدينة الوحيدة في السعودية التي لا يوجد فيها دوارات ولا إشارات مرور

بدأت بلدية الخفجي بالتعاون مع إدارة المرور في تنفيذ خطة لإزالة الإشارات المرورية واستبدالها بالدوارات منذ أكثر من عشر سنوات.

في عام 2014، أُزيلت آخر إشارة مرورية في المدينة، لتصبح الخفجي أول مدينة سعودية وخليجية تعتمد بالكامل على الدوارات لتنظيم حركة المرور. أسباب التحول إلى الدوارات

جاء هذا التحول نتيجة لدراسات مكثفة أجرتها بلدية الخفجي بالتنسيق مع إدارة المرور، حيث تم تحليل إيقاع السير في المدينة لعدة سنوات.

أظهرت هذه الدراسات أن الدوارات تساهم في تقليل السرعات العالية وتخفيف الازدحام المروري، بالإضافة إلى تحسين السلامة المرورية.

كما أن الدوارات تضيف لمسة جمالية للمدينة، حيث يمكن تصميمها بطرق مبتكرة تعكس هوية وثقافة المنطقة.

فوائد الدوارات مقارنة بالإشارات المرورية

أوضح المهندس سعد الظاهر، رئيس قسم الهندسة في لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، أن الدوارات تعتبر أقل خطورة من الإشارات المرورية.

فهي تقلل من احتمالية وقوع الحوادث الخطيرة الناتجة عن تجاوز الإشارات الحمراء أو السرعات العالية.

كما أنها تسهم في تحسين انسيابية الحركة المرورية وتقليل فترات الانتظار، مما يؤدي إلى توفير الوقت والوقود للسائقين.

على الرغم من النجاحات التي حققتها الخفجي في تطبيق نظام الدوارات، إلا أن هناك بعض الانتقادات والتحديات التي واجهتها المدينة.

فقد أشار بعض السكان إلى أن الدوارات قد لا تكون فعّالة في جميع المواقع، خاصة في التقاطعات ذات الحركة المرورية الكثيفة.

كما أن تصميم بعض الدوارات قد يسبب ارتباك للسائقين، خاصة لأولئك الذين ليسوا معتادين على هذا النظام.

بعد نجاح تجربة الخفجي، بدأت مدن سعودية أخرى في دراسة تطبيق نظام الدوارات.

على سبيل المثال، أصبحت محافظة النعيرية ثالث محافظة في المملكة تخلو من الإشارات المرورية، حيث تم استبدالها بالدوارات لتحسين انسيابية الحركة المرورية وتقليل الحوادث.  مستقبل تنظيم المرور في الخفجي

مع مرور الوقت، قد تواجه الخفجي تحديات جديدة تتعلق بزيادة عدد السكان والمركبات، مما قد يتطلب إعادة تقييم نظام الدوارات الحالي.

قد يكون من الضروري تطوير حلول مرورية مبتكرة تتناسب مع التطورات المستقبلية، مثل استخدام التقنيات الذكية في إدارة الحركة المرورية أو تصميم دوارات متعددة المستويات للتعامل مع الزيادة المحتملة في حركة السير.

تعد تجربة الخفجي في استبدال الإشارات المرورية بالدوارات نموذج رائد في تحسين السلامة المرورية وتعزيز جمالية المدينة.

وعلى الرغم من التحديات المحتملة، إلا أن هذه الخطوة أثبتت فعاليتها في تحسين انسيابية الحركة وتقليل الحوادث، مما يجعلها تجربة جديرة بالدراسة والتطبيق في مدن أخرى داخل المملكة وخارجها.