السعودية: مفاجئات جديدة تعيد للواجهة حادثة التسمم في مطعم هامبرغيني ونوعية التسمم الحقيقي بعد ظهور نتائج الفحص

حادثة التسمم الجماعي التي شهدها مطعم همبرغيني في الرياض أثارت اهتمام واسع نظرًا لخطورتها ونتائجها المأساوية، التي شملت وفاة أحد الأشخاص وإصابة العديد من الآخرين.

مفاجئات جديدة تعيد للواجهة حادثة التسمم في مطعم هامبرغيني

وفي هذا السياق، كشف الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء، هشام بن سعد الجضعي، تفاصيل دقيقة حول ملابسات هذه الحادثة والخطوات التي اتخذتها الهيئة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.

أسباب الحادثة: البكتيريا المتهمة ودورها في التسمم

أوضح الجضعي أن التسمم نجم عن وجود نوع معين من البكتيريا يعرف باسم كلوستريديوم بوتولينيوم، وهي بكتيريا شائعة توجد في الطبيعة بكميات كبيرة، لكنها تصبح خطرة فقط في ظل ظروف محددة تجعلها تنتج سموم قاتلة.

وقد تبين أن مصدر السم كان منتج المايونيز المستخدم في المطعم، حيث تعرض لسوء في عمليات التصنيع والنقل والتخزين، مما وفر الظروف الملائمة لنمو البكتيريا وإطلاق سمومها.

استجابة سريعة واحتواء الحادثة

أشار الجضعي إلى أن الهيئة تحركت بسرعة كبيرة لاحتواء الأزمة فور الإبلاغ عن الحادثة، شملت الاستجابة عدة إجراءات فورية، منها:

• إيقاف جميع المصادر الموردة للمطعم: لضمان عدم استمرار انتشار المنتجات الملوثة.
• تحليل العينات الملوثة: تم التعاون مع مختبرات دولية متقدمة، مثل مختبر في ألمانيا وآخر في بلجيكا، لإجراء فحوص دقيقة على العينات وتحديد مصدر البكتيريا بشكل دقيق.
• مراجعة سلسلة التوريد: تم التحقيق في جميع مراحل إنتاج ونقل وتخزين المنتجات المستخدمة في المطعم.

اشتراطات جديدة لتعزيز سلامة الغذاء

نتيجة لهذه الحادثة، وضعت الهيئة العامة للغذاء والدواء مجموعة من الاشتراطات الجديدة لضمان منع تكرار مثل هذه الحالات مستقبلا، تشمل هذه الاشتراطات:

• تشديد الرقابة على عمليات التصنيع: خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الحساسة مثل المايونيز والصلصات القابلة للتلف.
• تعزيز معايير النقل والتخزين: لضمان الالتزام بدرجات الحرارة المناسبة والحفاظ على المنتجات من التلف.
• إجراء فحوص دورية: لجميع المواد الغذائية للتأكد من خلوها من البكتيريا الضارة.

الدروس المستفادة من الحادثة

أكد الجضعي أن حادثة مطعم همبرغيني كانت درس قاسيً ولكنه مهم، حيث سلطت الضوء على أهمية:

• زيادة الوعي بخطورة البكتيريا الطبيعية: وكيفية التعامل مع المواد الغذائية التي يمكن أن تصبح خطرًا إذا لم يتم حفظها بالشكل الصحيح.
• التعاون الدولي في قضايا سلامة الغذاء: من خلال الاستفادة من خبرات المختبرات العالمية لتحليل الحالات الطارئة.
• تعزيز الشفافية في التعامل مع الأزمات: لضمان إعلام المجتمع بالإجراءات المتخذة وحماية الصحة العامة.

رؤية مستقبلية لضمان سلامة الغذاء

الحادثة دفعت الهيئة العامة للغذاء والدواء إلى التركيز بشكل أكبر على وضع أنظمة رقابية أكثر صرامة على قطاع الأغذية، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تعزيز جودة الحياة.

كما أكدت الهيئة التزامها المستمر بمراقبة الممارسات الغذائية لضمان تقديم منتجات آمنة وصحية للمستهلكين.

حادثة مطعم همبرغيني ليست مجرد حالة فردية، بل هي تذكير بأهمية الالتزام بمعايير سلامة الغذاء على جميع المستويات.

الإجراءات السريعة التي اتخذتها الهيئة العامة للغذاء والدواء، جنبًا إلى جنب مع الاشتراطات الجديدة، تمثل خطوة إيجابية نحو تحقيق نظام غذائي آمن ومستدام يحمي صحة المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية.