رسمياً: 9 أندية سعودية كبيرة في مهب الريح بعد رفع وزارة الرياضة يدها عنها

9 أندية سعودية كبيرة في مهب الريح بعد رفع وزارة الرياضة يدها عنها
  • آخر تحديث

تستعد الساحة الرياضية السعودية لدخول مرحلة تحول تاريخية جديدة مع اقتراب بدء الموسم الكروي المقبل، إذ أكد الإعلامي الرياضي خالد الشنيف أن ستة أندية من دوري روشن السعودي ستدخل ضمن المرحلة التالية من مشروع خصخصة الأندية الرياضية، في خطوة تهدف إلى تعميق تجربة التحول المؤسسي وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية نحو القطاع الرياضي.

9 أندية سعودية كبيرة في مهب الريح بعد رفع وزارة الرياضة يدها عنها 

هذه الخطوة المرتقبة تأتي استمرار للمرحلة الأولى التي أطلقتها وزارة الرياضة في يونيو 2023، والتي مثلت نقطة الانطلاق الفعلية لمشروع التخصيص الذي يعد أحد أبرز مخرجات "برنامج تحويل الأندية إلى شركات رياضية" ضمن رؤية المملكة 2030.

الخصخصة الرياضية

حين أطلقت وزارة الرياضة المرحلة الأولى من مشروع الخصخصة في عام 2023، لم يكن الهدف مجرد نقل الملكية فحسب، بل بناء بيئة اقتصادية متكاملة تتيح للأندية العمل وفق معايير استثمارية واحترافية تحقق الاستدامة المالية.

وقد شملت تلك المرحلة تحويل سبعة أندية إلى شركات رياضية، بينها أربعة أندية كبرى هي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، أصبحت جميعها تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، الذي بات المالك الرئيسي لها.

أما الأندية الأخرى مثل القادسية والدرعية والعلا والصقور، فقد انتقلت ملكيتها إلى كيانات اقتصادية وتنموية كبرى مثل أرامكو السعودية، وهيئة تطوير بوابة الدرعية، والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وشركة نيوم، ما يعكس توجه استراتيجي نحو إشراك القطاعين العام والخاص في بناء منظومة رياضية حديثة ومستدامة.

المرحلة الثانية

كشف خالد الشنيف في تصريحاته الإعلامية أن المرحلة المقبلة من الخصخصة ستشمل أندية الشباب، والاتفاق، والتعاون، والفتح، والرياض، وجدة، حيث ستفتح أمامها آفاق جديدة للانتقال إلى ملكية شركات أو مستثمرين أفراد يمتلكون الكفاءة والخبرة في الإدارة الرياضية.

وأوضح أن الهدف من هذه الخطوة هو تطوير الأداء الإداري والمالي والفني لتلك الأندية، لتصبح قادرة على المنافسة داخليا وخارجيا، وتعتمد على مواردها الذاتية بدلا من الاعتماد الكلي على الدعم الحكومي.

وأشار الشنيف إلى أن هذه الأندية ستبدأ فعليا مرحلة التحول في ملكيتها مع انطلاق الموسم المقبل، ما يعني أن موسم 2025-2026 قد يشهد خريطة جديدة للملكية الرياضية في السعودية، تتوزع بين كيانات اقتصادية متعددة تسعى لتعزيز القيمة السوقية للأندية واستقطاب المواهب والاستثمارات.

رؤية استراتيجية تسعى لتوازن بين الرياضة والاقتصاد

يأتي مشروع الخصخصة في سياق رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحويل الرياضة إلى صناعة اقتصادية مستدامة تسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.

فالوزارة ترى أن مشاركة القطاع الخاص في إدارة الأندية لا تعني التخلي عن الدور الحكومي، بل تعني توسيع دائرة الشراكة وتوزيع الأدوار بين الدولة والمستثمرين، بحيث يتحول النادي من كيان يعتمد على الدعم إلى مؤسسة قادرة على توليد أرباح واستثمارات.

وتشير الدراسات إلى أن الخصخصة ستسهم في تحسين بيئة العمل داخل الأندية، وتعزيز الحوكمة والشفافية، ورفع كفاءة الإنفاق، إضافة إلى استقطاب الكفاءات الإدارية والفنية من داخل المملكة وخارجها، بما يرفع من جودة المنافسة الرياضية ويزيد من جاذبية الدوري السعودي على المستويين الإقليمي والعالمي.

ملف الشباب والاتفاق بين الدراسة والتريث

ورغم الزخم الذي يشهده ملف الخصخصة، إلا أن بعض الأندية مثل الشباب والاتفاق لا تزال خطط تخصيصها قيد الدراسة لدى الجهات المختصة.

وتشير تقارير صحفية، أبرزها من صحيفة الشرق الأوسط، إلى أن تلك الجهات تتعامل مع الملف بحذر وتأنٍ لتقييم الأثر المالي والإداري قبل اتخاذ القرار النهائي.

هذا التريث يعكس رغبة الجهات المعنية في ضمان نجاح التجربة وعدم التسرع في نقل الملكية قبل اكتمال الجاهزية التنظيمية والإدارية.

ختاما، يبدو أن كرة القدم السعودية تتجه بخطى ثابتة نحو عصر جديد من الإدارة الاحترافية، حيث تتحول الأندية من مؤسسات تعتمد على الدعم إلى كيانات استثمارية تملك رؤى وخططاً اقتصادية طويلة المدى.

ومع انطلاق المرحلة الجديدة من الخصخصة، ستتضح ملامح مستقبل الرياضة السعودية التي تسعى لأن تكون نموذج عربيا وإقليميا في الإدارة، والاستثمار، والتنمية الرياضية المستدامة.