مستشفى الهلال ينقل أخبار غير سارة لإنزاجي

مستشفى الهلال ينقل أخبار غير سارة لإنزاجي
  • آخر تحديث

تعيش جماهير الهلال السعودي حالة من القلق والترقب بعد أن بدأت غيوم الإصابات تتكاثف فوق سماء الفريق، مهددة الطموحات الكبيرة التي رسمها النادي هذا الموسم بقيادة مدربه الإيطالي سيموني إنزاجي.

مستشفى الهلال ينقل أخبار غير سارة لإنزاجي

فبينما كان "الزعيم" يسير بخطى واثقة نحو السيطرة على البطولات المحلية والقارية، جاء شبح الإصابات ليقلب المعادلة رأساً على عقب، ويضع المشروع الفني الطموح أمام اختبار صعب قد يغير ملامح الموسم بأكمله.

ورغم أن الهلال يضم نخبة من أبرز نجوم العالم في صفوفه، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تزايد مقلق في حالات الغياب بسبب الإصابات العضلية والمفاجئة، الأمر الذي بدأ يثير تساؤلات حول الجاهزية البدنية للاعبين، وحول قدرة الجهاز الطبي على التعامل مع هذا التحدي المتكرر.

ومع كل إصابة جديدة، يتجدد الحديث عن مدى قدرة إنزاجي على الحفاظ على توازن الفريق ومواصلة المنافسة في أكثر من بطولة في وقت واحد.

إصابة سافيتش تزيد من متاعب الهلال

كشفت مصادر صحفية سعودية عن تعرض النجم الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش لإصابة مفاجئة خلال التدريبات الأخيرة دون أي احتكاك مباشر مع اللاعبين، ما أثار مخاوف الجهاز الفني من فقدان أحد أهم عناصر خط الوسط في وقت حرج من الموسم.

وسيخضع اللاعب لفحوصات طبية دقيقة لتحديد طبيعة الإصابة وفترة غيابه المتوقعة، إلا أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الهلال قد يفتقد خدماته في الأسابيع المقبلة.

ويُعد سافيتش واحد من أكثر اللاعبين تأثير في منظومة إنزاجي، نظرا لقدرته على الجمع بين الصلابة الدفاعية والدقة في بناء الهجمات، فضلا عن خبرته الكبيرة في التحكم بإيقاع اللعب وصناعة الفارق في المباريات الكبرى.

غيابه يعني أن الفريق سيفقد أحد مفاتيح اللعب المهمة التي كانت تمنحه التفوق في وسط الميدان.

تزايد الإصابات وتحول غرفة الملابس إلى “مستشفى”

انضم سافيتش إلى قائمة طويلة من المصابين في صفوف الهلال، تضم أسماء لامعة مثل البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا الذي يعاني من إصابة عضلية مزمنة، والمهاجم الأوروجوياني داروين نونيز الذي لم يتمكن بعد من الوصول إلى جاهزيته الكاملة، بالإضافة إلى الظهير البرتغالي جواو كانسيلو الذي يواصل الغياب بسبب مشاكل عضلية متكررة.

هذا التراكم في الإصابات وضع المدرب الإيطالي أمام أزمة حقيقية، إذ يجد نفسه مضطر لتغيير التشكيلة الأساسية باستمرار والاعتماد على بدلاء لم يحصلوا على فرص كافية في السابق.

كما باتت هذه الغيابات تضرب استقرار الفريق الفني وتؤثر على الانسجام داخل الملعب، خصوصا في المراحل الحاسمة من البطولات.

تحديات ثقيلة أمام إنزاجي

لا شك أن تراكم الإصابات يفرض على إنزاجي مجموعة من التحديات الصعبة التي قد تحدد شكل موسم الهلال ومستقبله الفني.

أول هذه التحديات يتمثل في إيجاد البدائل المناسبة لتعويض غياب الركائز الأساسية مثل سافيتش ومالكوم ونونيز وكانسيلو، وهي مهمة معقدة في ظل ضغط المباريات وتلاحم المسابقات المحلية والقارية.

أما التحدي الثاني، فهو إدارة الإرهاق البدني للاعبين المتاحين، خاصة مع كثافة جدول المباريات في الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا وكأس الملك.

ويبدو أن المدرب الإيطالي مطالب الآن بتطبيق سياسة تدوير مدروسة تحافظ على توازن الفريق دون التأثير على الأداء الجماعي.

إلى جانب ذلك، يواجه الهلال ضغط جماهيري وإعلامي كبير، إذ لا يرضى أنصاره إلا بالمنافسة على جميع البطولات، ما يجعل أي تعثر أو تراجع في الأداء سبب في تصاعد الانتقادات.

ومن ثم، فإن المرحلة القادمة تمثل اختبار حقيقي لمدى صلابة المنظومة الهلالية وقدرتها على تجاوز العثرات.

تأثير الغيابات على طموحات البطولات

دخل الهلال الموسم الحالي بطموح واضح يتمثل في السيطرة على كل الألقاب الممكنة، إلا أن موجة الإصابات الأخيرة قد تدفع الجهاز الفني إلى إعادة ترتيب الأولويات.

فالمنافسة على ثلاث جبهات قوية في آنٍ واحد تبدو مغامرة محفوفة بالمخاطر في ظل الغيابات الحالية، وقد يضطر إنزاجي إلى التركيز على بطولة معينة مثل دوري أبطال آسيا التي تعد الأغلى من الناحية المعنوية والقارية، مع محاولة تقليل الخسائر في المسابقات الأخرى.

ورغم امتلاك الهلال لدكة بدلاء قوية نسبيا، إلا أن فقدان أسماء مؤثرة بحجم سافيتش ومالكوم يجعل الفريق أقل توازن في الأداء، خصوصا أمام الفرق الكبرى التي تجيد استغلال الثغرات في منتصف الملعب والدفاع.

إنجازات سافيتش منذ انضمامه للهلال

منذ انضمامه إلى صفوف الهلال في صيف 2023 قادم من لاتسيو الإيطالي مقابل 40 مليون يورو، أثبت سافيتش أنه أحد أنجح صفقات الفريق في السنوات الأخيرة.

فقد شارك في أكثر من مئة مباراة رسمية، سجل خلالها ثلاثين هدف وصنع ستة وعشرين، وأسهم في تحقيق أربعة ألقاب محلية كبرى من بينها الدوري وكأس الملك، إضافة إلى بطولتي السوبر المحلي.

ويمتد عقد النجم الصربي حتى صيف 2026، لكن إصابته الأخيرة جاءت في وقت حساس يتزامن مع بدء إدارة النادي مفاوضات لتجديد عقده لفترة أطول، وهو ما قد يتأثر بنتائج الفحوصات الطبية ومدى تعافيه.

مفاوضات التجديد وسط الاهتمام الأوروبي

ترى إدارة الهلال أن استمرار سافيتش يمثل ضرورة فنية ملحة، نظرا لدوره المحوري في ضبط إيقاع خط الوسط وخبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية.

ومع ذلك، تواجه الإدارة صعوبة في حسم ملف التجديد بسبب اهتمام عدد من الأندية الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها يوفنتوس الإيطالي الذي يراقب موقف اللاعب عن قرب.

وجود مثل هذه العروض يجعل من مفاوضات التجديد معقدة، خاصة أن اللاعب قد يفكر في العودة إلى أوروبا إذا شعر بأن مسيرته مع الهلال أصبحت مهددة بالإصابات المتكررة أو قلة المشاركة.

وفي المقابل، تسعى إدارة النادي إلى إقناعه بالبقاء من خلال عرض مالي مغري وخطة رياضية تضمن له دور قيادي داخل الفريق خلال السنوات المقبلة.

وهكذا، يجد الهلال نفسه في مفترق طرق حقيقي بين طموحاته الكبرى، وواقعه المليء بالتحديات الصحية والفنية، فإما أن ينجح إنزاجي في إدارة هذه الأزمة بحكمة ليعيد الفريق إلى طريق البطولات، أو أن تتفاقم الغيابات لتصبح عقبة تحول دون تحقيق أحلام "الزعيم" في موسم وصف بأنه الأصعب والأكثر إثارة في تاريخه الحديث.