تسريبات من غرف الاتحاد المغلقة تكشف السبب الحقيقي لانهاء عقد المدرب لوران بلان

تسريبات من غرف الاتحاد المغلقة تكشف السبب الحقيقي لانهاء عقد المدرب لوران بلان
  • آخر تحديث

في مشهد يعكس عمق التحديات التي يعيشها نادي الاتحاد خلال المرحلة الراهنة، خرج المدير الرياضي الإسباني رامون بلانيس ليضع النقاط على الحروف بشأن مستقبل الفريق، بعد القرار الصعب بإقالة المدرب الفرنسي لوران بلان.

تسريبات من غرف الاتحاد المغلقة تكشف السبب الحقيقي لانهاء عقد المدرب لوران بلان

وأكد بلانيس أن ما حدث لم يكن خطوة عاطفية أو ارتجالية، بل نتيجة دراسة مستفيضة شملت أدق تفاصيل الأداء الفني والبدني والنفسي للاعبين، في محاولة لإعادة التوازن لفريق يعد من أكثر الأندية السعودية طموح وتاريخ.

بلانيس تحدث بإسهاب عن كواليس القرار، مشير إلى أن الإدارة الاتحادية لم تتخذ هذه الخطوة إلا بعد تقييم شامل للحالة العامة للفريق، وبعد أن تبين أن المرحلة تتطلب تغيير يعيد الحيوية والطاقة إلى المجموعة، خصوصا عقب الخسائر التي لحقت بالفريق في الدوري ودوري أبطال آسيا.

وأوضح أن تلك النتائج كانت بمثابة جرس إنذار دفع الإدارة للتحرك قبل أن يتفاقم الموقف ويفقد الفريق اتزانه الفني والنفسي.

إدارة الاتحاد بين المهنية والجرأة في القرار

أشار بلانيس إلى أن التعامل مع الملف الفني جرى باحترافية عالية، حيث تمت مراجعة التقارير الفنية المقدمة من الأجهزة المختصة، إضافة إلى نقاشات مستفيضة بين أعضاء مجلس الإدارة برئاسة دومينيجوس سواريز، الذين توصلوا إلى قرار الإقالة بالإجماع، إدراك منهم بأن مصلحة النادي يجب أن تتقدم على كل اعتبار شخصي أو فني.

وأكد أن الاتحاد لا يقف عند اسم مدرب، فالنادي يمتلك مشروع رياضي طويل المدى يقوم على التخطيط المنهجي وبناء هوية كروية خاصة، ترتكز على الأداء الجماعي والانضباط الفني والتدرج في صناعة النجاح.

مرحلة بناء جديدة ترتكز على الشباب والطموح

كشف بلانيس أن المرحلة المقبلة ستشهد اهتمام أكبر بالمواهب الشابة داخل الفريق، سواء من اللاعبين السعوديين أو الأجانب الجدد الذين تم التعاقد معهم خلال سوق الانتقالات الأخير.

وأوضح أن فلسفة الاتحاد الجديدة تقوم على الجمع بين الخبرة والطاقة الشابة، لبناء فريق قادر على المنافسة المستدامة، لا على النتائج المؤقتة فقط.

وأضاف أن النادي ركز في صفقاته الأخيرة على نوعية اللاعبين الذين يمتلكون الحافز والطموح أكثر من البحث عن الأسماء اللامعة، مؤكد أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالعمل الجماعي وروح الفريق.

أسماء جديدة ومواهب واعدة

تحدث بلانيس عن عدد من الأسماء التي يراها جزء من مستقبل الاتحاد، مثل روجر وسيميتش ودومبيا، إلى جانب مجموعة من المواهب المحلية الصاعدة أبرزهم محمد برناوي، مبين أن الإدارة الرياضية تتابعهم عن قرب وتعمل على تطويرهم ليكونوا نواة الجيل القادم للنادي.

وأشار إلى أن هذه السياسة تمثل تحول استراتيجي في طريقة بناء الفريق، بحيث يصبح الاتحاد نموذج في الاستثمار الرياضي وتنمية المواهب الوطنية.

خطة تطوير شاملة واستعادة روح الاتحاد

أكد المدير الرياضي أن العمل لا يتوقف عند التغييرات الفنية، بل يمتد إلى خطة تطوير متكاملة تشمل الجوانب البدنية والتكتيكية والنفسية، موضح أن الهدف هو استعادة الشغف والانضباط المعروفين عن الفريق الاتحادي عبر تهيئة اللاعبين بشكل كامل داخل وخارج الملعب.

وأضاف أن الجهاز الفني الجديد بدأ بالفعل في تطبيق برامج تدريبية تركز على رفع اللياقة، تحسين التمركز الدفاعي، وتطوير الأداء الجماعي في الجانب الهجومي، بهدف استعادة النسق العالي الذي ميز الاتحاد في مواسمه السابقة.

الجماهير القلب النابض للمشروع الاتحادي

لم يخفِ بلانيس امتنانه لجماهير الاتحاد، التي وصفها بأنها القلب النابض للنادي ووقوده الدائم في لحظات الصعود والهبوط.

وقال إن هذا الدعم الكبير يمثل مصدر قوة حقيقي للفريق، مشدد على أن الإدارة تراهن على استمرار هذا الالتفاف الجماهيري من أجل تجاوز المرحلة الانتقالية والعودة إلى سكة الانتصارات.

وأشار إلى أن روح الانتماء التي تميز جمهور الاتحاد تجعله مختلف عن أي نادي آخر، مؤكد أن ثقة الجماهير هي رأس المال الحقيقي لأي مشروع رياضي ناجح.

الطريق إلى المستقبل

اختتم بلانيس حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد لا يعرف معنى التراجع أو الاستسلام، وأن ما حدث هو بداية لمرحلة جديدة عنوانها العمل الجاد والالتزام والرغبة في استعادة الهيبة الاتحادية.

وأضاف أن الجماهير ستلمس تدريجي تحسن الأداء وارتفاع مستوى الفريق مع مرور الوقت، لأن الفريق يمتلك من الجودة والإمكانات ما يؤهله للعودة سريعا إلى صدارة المنافسة محلي وقاري.

وختم قائلا إن الاتحاد سيظل نادي الطموح والعزيمة، وأن ما جرى ليس نهاية الطريق بل نقطة انطلاق نحو مشروع أكثر نضج واستقرار، هدفه ترسيخ مكانة النادي كأحد أعمدة كرة القدم السعودية والآسيوية.