السعودية تعلن عن مسيرة جديدة متخصصة في مهام خاصة

السعودية تعلن عن مسيرة جديدة متخصصة في مهام خاصة
  • آخر تحديث

في إطار التطور التقني الكبير الذي تشهده منظومة الدفاع المدني في المملكة العربية السعودية، تم الكشف عن إدخال طائرة "الصقر" بدون طيار ضمن منظومة العمل الميداني، في خطوة تمثل نقلة نوعية في أساليب الاستجابة السريعة للحوادث والحرائق، خصوصا في المواقع الوعرة والمناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية.

السعودية تعلن عن مسيرة جديدة متخصصة في مهام خاصة

ويأتي هذا التطوير ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع المدني في إدارة الأزمات والطوارئ باستخدام أحدث التقنيات الذكية والأنظمة الجوية المتقدمة.

طائرة الصقر عين رقمية في السماء

تعد طائرة "الصقر" من أحدث الطائرات بدون طيار التي تم اعتمادها لأغراض الإطفاء والمراقبة الميدانية، حيث صممت خصيصا للتعامل مع الظروف البيئية القاسية والتضاريس الصعبة التي تتميز بها بعض مناطق المملكة.

وتتمتع الطائرة بقدرة عالية على التحليق لفترات طويلة، مع إمكانية حمل كاميرات تصوير حرارية ودقيقة تقوم بنقل الصور والبيانات إلى مراكز القيادة والسيطرة في الوقت الفعلي.

ويؤكد العقيد محمد الحمادي، المتحدث باسم الدفاع المدني، أن "الصقر" تمثل إضافة نوعية للمنظومة الميدانية، إذ تم تجهيزها بتقنيات متقدمة تساعد في تحليل البيانات فوريا، وتحديد بؤر الحرائق بدقة، ومراقبة مدى انتشار النيران في الغابات والمناطق الجبلية، ما يسهم في تسريع اتخاذ القرار ورفع كفاءة الاستجابة.

دور محوري في حرائق الغابات والمواقع الحرجة

يبرز الدور الفعلي للطائرة في مهام مكافحة حرائق الغابات والمناطق التي يصعب الوصول إليها بالمركبات أو الفرق الأرضية.

فبفضل مرونتها وسرعتها في التحليق، يمكنها رصد مواقع النيران في بدايتها وتزويد الفرق الميدانية بإحداثيات دقيقة، مما يقلل من حجم الأضرار المحتملة ويمنع اتساع رقعة الحرائق.

كما تستخدم الطائرة في مراقبة المواقع الحرجة مثل المناطق الصناعية الحساسة، والمستودعات الكبرى، ومحطات الطاقة، لرصد أي مؤشرات على ارتفاع درجات الحرارة أو تسربات المواد القابلة للاشتعال، بما يتيح التدخل المبكر قبل وقوع الخطر.

إمكانيات تقنية متقدمة

تتميز طائرة "الصقر" بمجموعة من المواصفات التقنية التي تجعلها من أبرز الأدوات الحديثة في مجال إدارة المخاطر، حيث تمتلك نظام تصوير حراري متطور يمكنه التقاط التفاصيل في الظلام أو بين الدخان الكثيف، إضافة إلى أنظمة تحليل ذكية قادرة على فرز البيانات وتحديد أولويات التدخل.

وتتيح هذه الإمكانيات لفرق الدفاع المدني بناء خرائط حرارية دقيقة لمواقع الحريق، وتقدير سرعة الرياح واتجاهها، مما يساعد في رسم خطط الإطفاء بفعالية ودقة.

كما يمكنها تنفيذ مسوحات جوية شاملة للمناطق المتضررة بعد انتهاء الحوادث لتقييم الأضرار ووضع خطط التعافي.

دعم عمليات الإنقاذ والإغاثة

لا يقتصر دور "الصقر" على الحرائق فقط، بل تمتد مهامها إلى دعم جهود البحث والإنقاذ في حالات الكوارث الطبيعية مثل السيول والانهيارات الأرضية.

فبفضل قدرتها على مسح مساحات واسعة خلال وقت قصير، يمكنها تحديد مواقع الأشخاص العالقين أو المركبات المحاصرة، وإرسال بياناتها إلى الفرق الميدانية لتسريع عمليات الإغاثة.

كما تستخدم الطائرة في مراقبة التجمعات البشرية خلال الفعاليات الكبرى، للمساعدة في إدارة الحشود وضمان سلامة الزوار عبر المراقبة الذكية والتحليل الفوري للصور الميدانية.

تعزيز جاهزية الدفاع المدني

إدخال طائرة "الصقر" ضمن أسطول الدفاع المدني يعكس توجه المملكة نحو توظيف التقنيات الحديثة لتعزيز الأمن والسلامة العامة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تطوير القدرات الوطنية في مجالات الطوارئ وإدارة الأزمات.

وتعد هذه الخطوة امتداد لسلسلة من المبادرات التي تهدف إلى جعل الدفاع المدني مؤسسة ذكية تعتمد على الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي في مراقبة وتحليل المخاطر.

ومع التطور المستمر في تقنيات الطائرات بدون طيار، يتوقع أن يشهد المستقبل القريب توسع في استخدام هذه الوسائل في مختلف مجالات الدفاع المدني، لتصبح "الصقر" نموذج عملي لما يمكن أن تحققه التكنولوجيا من إنجازات في حماية الأرواح والممتلكات.