الحقيل: مكة ما زالت فوق الأربعين وباقي المناطق تستقبل الاجواء المعتدلة والبرد يبدأ في هذا التاريخ

مكة ما زالت فوق الأربعين وباقي المناطق تستقبل الاجواء المعتدلة
  • آخر تحديث

قال خبير الطقس السعودي وليد سليمان الحقيل إن مدينة مكة المكرمة لا تزال تسجل درجات حرارة تفوق الأربعين درجة مئوية، في حين تشهد بقية مناطق المملكة تحول تدريجي نحو الأجواء المعتدلة، مع قرب موعد دخول موسم الوسم والذي يبدأ في 16 أكتوبر من كل عام.

مكة ما زالت فوق الأربعين وباقي المناطق تستقبل الاجواء المعتدلة

وأضاف أن دخول الوسم وسط توقعات بأن ينهي فصل الصيف الحار تدريجي، مع حدوث انخفاض ملموس في الحرارة في مختلف المناطق.

يشير الحقيل إلى أن مكة المكرمة ما تزال تستقبل ظاهرة الحرارة المرتفعة أكثر من غيرها، وتتحمل معها أجواء الصيف القاسية، بينما المناطق الداخلية والشمالية والشرقية بدأت بالفعل تشهد انخفاض تدريجي في درجات الحرارة، لاسيما خلال ساعات المساء والليل، مع تراجع حدة الشعور بالحر.

وأضاف أن الفوارق المناخية بين الليل والنهار باتت أكثر وضوح في هذه المناطق، ما يدل على انتقال تدريجي نحو الموسم البارد.

وعند مقارنتها بالمناخ في مكة، يتوقع أن تشهد المدينة في الأيام المقبلة تراجع تدريجي في درجات الحرارة، لكن لا تزال تتأخر بعض الشيء في التأثر بهذا الانخفاض مقارنة بالمناطق الأخرى التي بدأت تستفيد من التحولات الجوية المبكرة.

ما هو موسم الوسم؟ ومتى يبدأ؟

موسم الوسم هو مصطلح تقليدي يستخدم لوصف الفترة التي تبتدئ بتحسن الأجواء وظهور أولى أمطار الخريف الموسمية، ويُعد من الفصول الجوية المحببة في الجزيرة العربية.

وفق ما هو متداول لدى خبراء الطقس، فإن الوسم يبدأ في 16 أكتوبر ويستمر حتى 6 ديسمبر تقريبًا، بمدة نحو 52 يوم.

ويشير خبراء الأرصاد إلى أن الدخول إلى هذه الفترة يعني بداية الانكسار التدريجي للحر وتحوّل الأجواء نحو الاعتدال، مع فرص لسحب رعدية وهطولات مطرية في بعض المناطق.

وقد أشار بدوره الباحث في المناخ عبدالعزيز الحصيني إلى أن هذا التاريخ يمثل نقطة تحول مناخية في السعودية، حيث تبدأ الحرارة بالانكسار تدريجي، وتظهر الأجواء أعراض البرودة الليلية، وتبدأ الأرض في استعادة خصوبتها بفضل التقلبات المطرية التي يشيعها هذا الموسم.

كما أوضح الباحث فلكي عبد الله المسند أن دخول الوسم مرتبط بشكل وثيق بدخول طالع الصرفة، وهو آخر نجوم سهيل، والتي تعد علامة على أن شدة الخريف قد بدأت بالظهور، حيث يعتقد في التراث أن “الصرفة” سميت بذلك لأنها تبر بانصراف الحر عند طلوعها فجرا، وانصراف البرد عند غروبها في الشتاء.

مع دخول هذا الموسم، يُتوقع أن تشهد المملكة:

  • انخفاض تدريجي في درجات الحرارة خلال النهار، خاصة بعد الذروة الصيفية، مع تحسن في الشعور بالراحة.
  • ليالي أكثر برودة تدخل الراحة إلى الفترات الليلية، خصوصا في المناطق الداخلية والمرتفعات.
  • نشاط متزايد في الظواهر الجوية المتقلبة كالسحب الركامية، والرعد، وربما سقوط الأمطار، لاسيما في الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية.
  • فرق كبير بين درجات الحرارة في النهار والليل، ما يعزز تأثيرات الشعور بالبرد في المساء.
  • فرص لبدء الزراعة الموسمية، وتجدد الغطاء النباتي في المناطق التي تتأثر بالأمطار الموسمية، ما يدعم بعضها من الناحية البيئية والزراعية.

ومن الناحية المجتمعية، فإن تحول الأجواء بهذا النطاق يمنح السكان فرصة للخروج والنشاط في الهواء الطلق بشكل مريح أكثر، ويقلل من الاستخدام المكثف لتكييف الهواء، ويعد الأرضية المثلى للرحلات البرية والفعاليات الخارجية.

يعد تأخر مكة في الالتحاق بموجة الانخفاض الحراري ظاهرة مناخية متوقعة، نظرا لعمقها الجغرافي وقربها من تضاريس قد تؤثر في كسر موجات الهواء البارد.

ومع دخول الوسم رسميا في 16 أكتوبر، من المرجح أن تبدأ الحرارة في التراجع تدريجيا في مكة أيضا، لكن بوتيرة أبطأ مقارنة بالمناطق الأخرى.

وقد تستمر الحرارة المرتفعة في مكة لعدة أيام بعد الدخول الفعلي، قبل أن تتماشى تدريجي مع الحالة العامة للمملكة.

أما باقي المناطق التي بدأت بالفعل تستقبل الأجواء المعتدلة، فستكون الأولى في الاستفادة من التحول، مع إمكانية أن تشهد بردا ليليا ملموس اعتبار من الأيام الأولى المرتبطة بدخول الوسم، ما سيظهر جليًا في الفعاليات الخارجية والطقس الليلي المريح.

توصيات للسكان والمقيمين

  • للمقيمين في مكة والمناطق المتأخرة في تأثرها بالانخفاض الحراري: ينصح بالتحلي بالصبر ومتابعة النشرات المناخية لمعرفة متى تبدأ حرارة الليل في التراجع الواضح.
  • يستحسن في الفترات الانتقالية أن يراعى الفرق الحراري بين الليل والنهار عند اختيار الملابس والنشاطات.
  • ينصح بتقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة خلال النهار، والاعتماد على الظل والتكييف في النهار، مع استغلال الجو البارد نسبيا في المساء والليل للنشاطات الخارجية.
  • لمن يرغب في رحلات أو تنقلات برية: اختيار الأوقات المسائية أو الصباحية قد يكون أكثر راحة، ومع مراعاة التقلبات الجوية المرتبطة بالوسم.
  • المتابعة اليومية للتنبؤات الجوية أمر ضروري، خاصة مع إمكانية نشاط السحب الرعدية أو هطولات مفاجئة في المناطق المتأثرة بالرياح والرطوبة الموسمية.

ومع هذا التحضر الفلكي والمناخي، يبدو أن 16 أكتوبر لن يكون مجرد تاريخ في التقويم، بل نقطة انطلاق نحو فصل أكثر اعتدال وتجدد، حيث تُختم صفحة الصيف الحار وتبدأ حكاية الأجواء المتنوعة في المملكة.

المصادر


  • وكالة الأنباء السعودية (SPA) — تقرير عن موسم الوسم والتغيرات المناخية (spa.gov.sa)

  • عبدالعزيز الحصيني — تصريحات حول دخول الوسم والتغيرات المناخية
  • (khaleejgate.net)
عبد الله المسند — معلومات فلكية عن علاقة الصرفة ودخول الوسم (x.com)