سماء السعودية تشهد الليلة انصراف اخر نجوم سهيل وهذا سبب تسميته بنجم الصرفة

سماء السعودية تشهد الليلة انصراف اخر نجوم سهيل وهذا سبب تسميته بنجم الصرفة
  • آخر تحديث

دخلت السعودية الليلة في نوء الصرفة، وهو آخر منزل من منازل نجم سهيل، الذي يعد من أبرز العلامات الفلكية المرتبطة بتغير المواسم وانكسار موجات الحر في الجزيرة العربية، ويطلق على هذا النجم اسم “الصرفة” لأنه يعتقد أن عند طلوعه صبحا تنصرف قوة الحرارة، وتبدأ الأجواء بالاعتدال نهارا، والهدوء ليلا.

سماء السعودية تشهد الليلة انصراف اخر نجوم سهيل وهذا سبب تسميته بنجم الصرفة

وفق ما أعلنه خبراء الفلك والمناخ، فإن فترة نوء الصرفة تمتد لمدة 13 يوم تبدأ من اليوم، وهي آخر مراحل موسم سهيل الذي يقسم إلى أربعة منازل متساوية في المدة الزمنية (13 يوم لكل منزل).

وتعكس هذه المنازل الانتقال التدريجي من ذروة الصيف الساخنة إلى أجواء أكثر اعتدال استعداد لفصل الخريف.

المنازل الأربعة لسهيل هي: الطرفة، والجبهة، والزبرة، يليها الصرفة، وهي التي تبدأ الآن، وعند بداية الصرفة، ينتظر أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض في الليل، مع تحسن تدريجي في الأجواء خلال النهار.

دلالات فلكية ومناخية لنجم الصرفة

يعتبر دخول نوء الصرفة علامة فلكية على أن الصيف قد بدأ يفقد هيمنته، وأن الحرارة الشديدة التي عايشها الناس خلال الأسبوعين الماضيين بدأت تتراجع تدريجي.

وقد أشارت حسابات فلكية إلى أن مدة الليل خلال هذا الوقت تبلغ حوالي اثنتي عشرة ساعة وثماني دقائق، فيما يبلغ طول النهار نحو إحدى عشرة ساعة واثنتين وخمسين دقيقة.

وبينما تستمر الشمس في الرحلة نحو الجنوب، يتراجع زاوية سقوط أشعة الشمس على الأرض، ما يساهم في تقليل الإشعاع الحراري المسلط على السطح، وبالتالي تشهد البلاد تحول نحو أجواء أكثر لطف في الليل، وانخفاض تدريجي في درجات الحرارة خلال الفترات الصباحية والمسائية.

هذا التحول المناخي يرافقه غالبا تراجع في الرطوبة، وانخفاض في الرياح الساخنة التي غالبا ما تصاحب ذروة الصيف، ما ينعكس إيجابيا على النشاطات اليومية والراحة الليلية للسكان.

تأثيره في الموروث الشعبي والإشارات الجوية

لطالما ارتبط نجم سهيل وبخاصة منزله الأخير الصرفة في التراث العربي والموروث الشعبي بعلامة على تحوّل المناخ وتبشير بخروج الحر.

يقول المثل الشعبي “إذا ظهر سهيل لا تأمن السيل بالليل” في إشارة إلى أن طلوعه لا يعني تمام استقرار الطقس، لكنه يعد مقدمة لانكسار موجة الحر وقطعة من موسم التغيير.

وقد أشار الموروث أيضا إلى أن الصرفة سميت بهذا الاسم لانصراف الحر عند طلوع النجم صباحا، أي بانتهاء هيمنة الحرارة على الأيام، وقد جاء في التقليد أن الأجواء في أيام الصرفة تكون من أجمل أيام العام من حيث الاعتدال الليلي.

كما كان المزارعون قديما يراقبون موعد الصرفة لبدء زراعة بعض المحاصيل التي تتحمل درجات الحرارة المعتدلة، وتوجيه بعض الأعمال الزراعية التي تتطلب حرارة أقل أو ليلا أبرد.

ماذا يعني دخول الصرفة

  • انخفاض الحرارة ليلا
مع دخول الصرفة، يتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في الفترات الليلية، ما يوفر راحة أكبر للمقيمين ويقلل استخدام التكييف بين الساعات المتأخرة من الليل والصباح الباكر.
  • تحسن الأجواء نهار
على الرغم من أن النهار قد يظل دافئ في بعض المناطق، فإن الظل والتنقل في الهواء الطلق يصبحان أكثر قبول، مع تراجع الإحساس بالحر الشديد عند الظهيرة.
  • بشارة للتغيير الموسمي
دخول الصرفة يعد علامة على بداية التمهيد لموسم الخريف، حيث تزداد فرص تكون السحب وتغيرات في حالة الطقس في الأيام المتقدمة.
  • مؤشر للمزارعين والنظام البيئي
من الناحية الزراعية، فإن دخول الصرفة قد يعد إشارة للمزارعين لضبط مواعيد الزراعة والبذور التي تحتاج برودة ليل نسبي، كما قد تستفيد الطيور والمناخ المحلي من هذا التلازم الفلكي المناخي في تنظيم الهجرات أو النشاطات البيئية.

يتوقع الفلكيون والمناخيون أن الأجواء ستتحسن تدريجي خلال أيام الصرفة، مع تراجع تدريجي للشدة الحرارية في الذروة، ومع ذلك، قد تستمر درجات الحرارة في الظهيرة بالاحتفاظ بلمسة من الدفء في بعض المناطق الصحراوية أو البعيدة عن المسطحات الخضراء.

ولأن الصرفة هي مرحلة انتقالية بين الحرارة الشديدة والاعتدال القادم، يشدد الخبراء على توخي الحذر في الأيام الأولى، خصوصا لذوي الحساسية أو من يتعرضون لأشعة الشمس المباشرة.

ينصح بزيادة الترطيب وشرب الماء، وتفادي النشاطات المكشوفة في ساعات الذروة، خصوصا في تلك المناطق التي لا تزال تشهد حرارة عالية.

كما ينصح بمتابعة نشرات الأرصاد المحلية التي قد تصدر تنبيهات فلكية أو مناخية أثناء فترة الصرفة في حال ظهور نشاط سحابي أو رياح محلية مفاجئة.

مع دخول نجم الصرفة، تبدأ صفحة زمنية جديدة في فلك المملكة، صفحة تستلهم التراث الفلكي العربي، وتؤكد أن الطبيعة والتوازن موسمان يتشابكان في الأفق، وأن الانتقال من ذروة الصيف الساخن إلى أيام أكثر اعتدال ليس وليد الصدفة بل ثمرة تناغم بين حركة النجوم والمناخ.

المصادر