مساجد الطرق تستعد لخطوة كبيرة تغير شكل طرقات السفر بين مدن المملكة

مساجد الطرق تستعد لخطوة كبيرة تغير شكل طرقات السفر بين مدن المملكة
  • آخر تحديث

شهدت جمعية العناية بمساجد الطرق إنجاز بارز في مجال إدارة الأوقاف الخيرية، حيث تمكنت خلال فترة وجيزة من تحقيق نمو غير مسبوق في صندوقها الوقفي المخصص لدعم ورعاية المساجد.

مساجد الطرق تستعد لخطوة كبيرة تغير شكل طرقات السفر بين مدن المملكة 

فمنذ إطلاق الصندوق عام 2019 بقيمة أصول بلغت حوالي 19 مليون ريال، ارتفعت أصوله اليوم إلى أكثر من 85.7 مليون ريال، أي ما يزيد على أربعة أضعاف خلال خمس سنوات فقط، هذا التطور يعكس قوة الأداء الاستثماري وثقة المساهمين في هذا المشروع التنموي الرائد.

أداء استثماري يعكس الثقة

بدأت قيمة الوحدة الوقفية عند تأسيس الصندوق بعشرة ريالات، لترتفع لاحقا إلى 12.94 ريال في الوقت الحالي.

ويظهر هذا الارتفاع المستمر متانة الأداء الاستثماري ونجاح إدارة الصندوق في تحقيق عوائد مجزية، مما ساهم في تعزيز ثقة المشاركين وتوسيع قاعدة المساهمين.

أول صندوق وقفي استثماري مخصص للمساجد

يعد هذا الصندوق الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية، وقد تم تدشينه برعاية الأمير سلطان بن سلمان، ليكون نموذج رائد للأوقاف الاستثمارية الموجهة لخدمة المساجد.

ويخضع الصندوق لإشراف مباشر من هيئة السوق المالية والهيئة العامة للأوقاف، فيما تتولى شركة "الإنماء المالية" مسؤولية الإدارة، ويشرف عليه مجلس مستقل لضمان أعلى درجات الشفافية والحوكمة.

الطموح نحو 100 مليون ريال بحلول 2025

تسعى جمعية العناية بمساجد الطرق إلى رفع قيمة أصول الصندوق الوقفي لتصل إلى 100 مليون ريال مع نهاية عام 2025.

ويأتي هذا الهدف في إطار توجه استراتيجي يهدف إلى تأمين مورد مالي مستدام يضمن استمرار الخدمات المقدمة للمساجد الواقعة على الطرق السريعة، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تمكين القطاع غير الربحي وتوسيع دوره في التنمية المجتمعية.

أول ثمرة من عوائد الصندوق

كشفت الجمعية عن أول مشروع يتم تنفيذه من عوائد الصندوق، وهو بناء جامع على طريق هجرة الرسول ﷺ الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

يمتد هذا الجامع على مساحة 1,150 متر مربع، ويتسع لأكثر من 475 مصلي ومصلية، وقد جرى افتتاحه برعاية رئيس هيئة السوق المالية محمد القويز، في خطوة تؤكد الأثر الملموس للصندوق في خدمة بيوت الله.

إشراف على مئات المساجد وخدمات متكاملة

تشرف الجمعية في الوقت الراهن على 214 مسجد موزعة على 26 محور من الطرق الرئيسة في المملكة، حيث تستقبل هذه المساجد سنويا أكثر من 150 مليون مصلي ومصلية.

ولا يقتصر دور الجمعية على بناء المساجد فحسب، بل يشمل أيضا أعمال الصيانة الدورية، والتشغيل، والترميم، إضافة إلى توفير مرافق وخدمات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وإطلاق مبادرات نوعية في مجال الاستدامة البيئية.

رسالة الجمعية وأثرها التنموي

أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية فهد بن أحمد الصالح أن الصندوق الوقفي لمساجد الطرق يمثل مبادرة تنموية رائدة تتجاوز مفهوم الاستثمار المالي البحت، ليكون أداة مؤسسية تضمن استدامة خدمة بيوت الله على الطرق.

وأوضح أن الإقبال الكبير على الاشتراك في وحدات الصندوق يعكس الثقة المتنامية بدوره وجدواه، مشير إلى أن الوقف الاستثماري يمثل وسيلة عصرية تحقق التكامل بين الاستثمار المستدام والعمل الخيري.

انسجام مع رؤية المملكة 2030

يجسد هذا المشروع جزء من التحولات التنموية الكبرى التي تسعى إليها المملكة في إطار رؤية 2030، حيث يتم تعزيز مفهوم الأوقاف الاستثمارية كأداة لضمان الاستدامة المالية، وتمكين المؤسسات غير الربحية من أداء رسالتها بفاعلية أكبر، بما يسهم في رفع جودة الحياة ودعم التنمية الشاملة.