الداخلية السعودية تطلق أكبر حملة بعد نهاية موسم الحج لالقاء القبض على هذه الفئات من المقيمين والوافدين

في إطار حرص الدولة المستمر على ترسيخ دعائم الأمن الوطني وتنظيم سوق العمل وضمان استقرار المجتمع، أعلنت وزارة الداخلية عن تنفيذ حملات ميدانية مكثفة في مختلف مناطق المملكة. 

الداخلية السعودية تطلق أكبر حملة بعد نهاية موسم الحج

أسفرت عن ضبط آلاف المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الأسبوع.

نتائج ميدانية حازمة

أوضحت وزارة الداخلية أن الحملات الأمنية المشتركة التي نفذت خلال الفترة من 23 إلى 29 من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ، الموافق 19 إلى 25 يونيو 2025م، قد أسفرت عن ضبط 13,532 مخالف للأنظمة المعمول بها داخل المملكة، ما يعكس الجدية في التعامل مع التحديات الأمنية والتنظيمية المرتبطة بظاهرة المخالفات.

تفصيل شامل لأنواع المخالفات المضبوطة

تنوّعت المخالفات التي تم رصدها خلال هذه الحملات، بما يكشف عن تعدد أوجه الانتهاك للأنظمة، وجاءت تفاصيلها على النحو التالي:

• مخالفو نظام الإقامة: بلغ عددهم 7,903 أشخاص.
• مخالفو نظام أمن الحدود: بلغ عددهم 3,744 شخص.
• مخالفو نظام العمل: تم ضبط 1,885 مخالف.

وتؤكد هذه الأرقام على استمرار ظواهر التسلل والعمل غير النظامي، بما يشكل خطر على استقرار المجتمع واقتصاده.

محاولة التسلل

من أبرز ما تم كشفه خلال الحملة، إحباط محاولات تسلل خطيرة إلى داخل المملكة، حيث تم ضبط 1,892 شخص وهم يحاولون الدخول بطريقة غير نظامية، وقد بينت الوزارة أن:

• 31% من المتسللين كانوا من الجنسية اليمنية.
• 67% من الجنسية الإثيوبية.
• أما النسبة المتبقية فتوزعت على جنسيات متعددة.

ولم تقتصر المداهمات على الداخلين، بل تم أيضًا ضبط 34 شخص أثناء محاولتهم الخروج من المملكة بطرق غير قانونية، في سلوك يدل على محاولة الإفلات من العدالة بعد ارتكاب مخالفات.

جرائم منظمة

ضمن الجهود الرامية لتجفيف منابع المخالفات، أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط 17 شخصًا ثبت تورطهم في عمليات نقل وإيواء وتشغيل المخالفين، وهو ما يعد جريمة متكاملة تستهدف تقويض النظام وتهديد أمن الوطن.

وأكدت الوزارة أن هذه الأفعال لا تعد مجرد مخالفات إدارية، بل تصنف على أنها جرائم تمس أمن الدولة والمجتمع وتعاقب بأشد العقوبات.

متابعة دقيقة وإجراءات قانونية صارمة بحق المخالفين

أشارت وزارة الداخلية إلى أن 11,908 وافدين مخالفين يخضعون حاليا لإجراءات تنفيذ الأنظمة، منهم:

• 10,783 رجل.
• 1,125 امرأة.

وقد تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، بدء من إحالتهم إلى بعثاتهم الدبلوماسية لاستخراج وثائق السفر، حيث تم التعامل مع 6,225 حالة، وانتهاء بحجوزات السفر التي تم استكمالها لـ 2,072 شخص تمهيد لترحيلهم.

ترحيل الآلاف

في مؤشر واضح على سرعة الاستجابة، أكدت وزارة الداخلية أنه تم ترحيل 9,479 مخالف خلال نفس الفترة، ما يعكس فاعلية التنفيذ وصرامة التطبيق في مواجهة المخالفين، ويدل على عزم السلطات على استعادة الانضباط وفرض النظام دون أي تهاون.

تحذير شديد اللهجة

حذرت وزارة الداخلية كافة المواطنين والمقيمين من مغبة تسهيل دخول أو نقل أو إيواء أو تشغيل المخالفين، مشيرة إلى أن هذه الأفعال تعرض مرتكبيها إلى:

• السجن لمدة تصل إلى 15 سنة.
• غرامة مالية تصل إلى مليون ريال.
• مصادرة وسيلة النقل أو مكان الإيواء المستخدم.

وأضافت الوزارة أن هذه الانتهاكات تعتبر جرائم موجبة للتوقيف ومخلة بالشرف والأمانة، وتستوجب العقوبة والتشهير في إطار الردع العام وحماية أمن المجتمع.

دعوة للتعاون

ناشدت وزارة الداخلية الجميع التعاون مع الجهات الأمنية عبر الإبلاغ عن أي حالات مخالفة، مؤكدة أن الإبلاغ واجب وطني يسهم في حماية المجتمع من الأخطار الأمنية والاقتصادية، ودعت إلى استخدام الأرقام التالية للإبلاغ:

• 911 لمناطق: مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، والمنطقة الشرقية.
• 999 و996 لباقي مناطق المملكة.

وأكدت أن معلومات المبلغين تخضع للسرية التامة، وأنه سيتم توفير الحماية القانونية لهم.

جهود مستمرة واستراتيجية وطنية متكاملة

تندرج هذه الحملات ضمن خطة استراتيجية متكاملة تنفذها وزارة الداخلية بالتعاون مع عدد من الجهات الأمنية والتنفيذية الأخرى، من أجل:

• ضبط سوق العمل.
• مواجهة ظواهر التسلل والمخالفة.
• تعزيز أمن المجتمع واستقراره.

ويعد هذا الإعلان دليل على التزام الدولة بتطبيق الأنظمة على الجميع دون تهاون، وترسيخ لمبدأ العدالة والمساواة في إنفاذ القانون.