حقيقة فرض رسوم على دفن الموتى في السعودية من بداية 1447

في الآونة الأخيرة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس العامة بخبر مفاده فرض رسوم على دفن الموتى في المملكة العربية السعودية، وهو ما أثار جدل واسع وحالة من القلق لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء.

حقيقة فرض رسوم على دفن الموتى في السعودية

انقسم الرأي العام بين مؤيد ورافض ومتحفظ، وكل منهم يسأل: هل صحيح أن الحكومة السعودية بدأت بفرض رسوم على عمليات الدفن؟، وفي هذا التقرير الموسع، سنكشف الحقيقة كاملة استناد إلى التصريحات الرسمية، ونوضح الإجراءات الفعلية لدفن الموتى في المملكة.

الشائعات المنتشرة

انتشرت مؤخرا أنباء تشير إلى بدء تطبيق رسوم دفن تصل إلى 1350 ريال سعودي ابتداء من شهر ربيع الأول لعام 1442هـ، وجاء في بعض المنشورات أن القرار صادر عن وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ويشمل إصدار رخص دفن وتكاليف حجز القبور والخدمات اللوجستية المتعلقة بالمقابر.

إلا أن مصادر رسمية سرعان ما نفت هذه الأنباء، مؤكدة أنها لا تستند إلى أي قرار فعلي أو إعلان صادر عن الجهات المختصة، بل هي أخبار مغلوطة تم تداولها دون تحقق من دقة المعلومة أو مصدرها.

الموقف الرسمي

صرّح المتحدث الرسمي باسم أمانة المنطقة الشرقية، الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الصفيان، بشكل واضح وصريح أنه لم يتم إصدار أي قرار رسمي بفرض رسوم دفن الموتى في المملكة العربية السعودية، كما نفى وجود أي تعليمات بهذا الشأن سواء من وزارة الشؤون البلدية أو الأمانات العامة في مختلف المناطق.

وأكد الصفيان أن الدفن في المقابر السعودية يتم دون مقابل مادي، ودعا المواطنين والمقيمين إلى تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الإشاعات، مشدد على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية فقط، كالمواقع الحكومية أو الحسابات المعتمدة للوزارات على منصات التواصل الاجتماعي.

موقف وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان

أوضحت الوزارة عبر مصادر مطلعة أن الأنظمة البلدية الحالية لا تتضمن أي نص يشير إلى فرض رسوم على خدمات دفن الموتى.

كما بينت أن مصطلح "المدافن" لم يرد أصلا في لوائحها التنفيذية المتعلقة بالخدمات البلدية، الأمر الذي يدحض كل ما أشيع في هذا السياق.

الدفن في السعودية

من المبادئ الأساسية التي تعمل بها المملكة العربية السعودية هو تسهيل إجراءات دفن الموتى دون تحميل ذوي المتوفى أعباء مادية، ويعد هذا من القيم الدينية والإنسانية التي تحرص عليها الدولة ضمن إطار احترام كرامة الإنسان حي وميت.

خطوات وإجراءات دفن المتوفى في السعودية

يتطلب دفن الميت في السعودية اتباع سلسلة من الإجراءات التنظيمية والشرعية، وفيما يلي الخطوات الرئيسية:

• إثبات الوفاة
  • في حالة الوفاة الطبيعية، يتم نقل الجثمان إلى مستشفى حكومي.
  • يقوم الطبيب الشرعي أو المناوب بالتأكد من الوفاة وإصدار تقرير طبي بها.
• تجهيز الجثمان
  • يؤخذ التقرير الصادر من المستشفى إلى مغسلة الأموات لتغسيل الجثمان وتكفينه وفق الشريعة الإسلامية.
• التوجه إلى المقبرة
  • عند وصول الجثمان إلى المقبرة، تسلم وثيقة الوفاة والهوية الوطنية لموظف البلدية المختص.
  • يوثق الموظف بيانات المتوفى ويقوم بتسجيل عملية الدفن.
• ما بعد الدفن
  • بعد انتهاء مراسم الدفن، تعاد البطاقة الشخصية وتسلم وثيقة مختومة من البلدية تفيد بإتمام عملية الدفن.
  • يجب الاحتفاظ بهذه الوثيقة لاستخدامها في الإجراءات القانونية مثل إصدار شهادة الوفاة.

هل هناك مستقبل محتمل لفرض رسوم؟

حتى الآن، لا يوجد أي توجه رسمي أو إشارات حكومية نحو فرض رسوم على خدمات الدفن.

ومع ذلك، فإن مثل هذه الإشاعات المتكررة قد تدفع الجهات المختصة إلى إصدار بيانات توضيحية بشكل دوري منعا لتضليل الرأي العام.

نصيحة للمواطنين والمقيمين

في ظل انتشار الأخبار الزائفة، من الضروري الالتزام بـ:

• متابعة المصادر الرسمية فقط مثل: وزارة الشؤون البلدية، وزارة الصحة، وهيئة حقوق الإنسان.
• عدم إعادة نشر أو مشاركة الأخبار قبل التأكد من صحتها.
• استخدام بوابات الحكومة الإلكترونية أو الاتصال المباشر بالجهات المختصة في حال وجود استفسار.

إن المملكة العربية السعودية مستمرة في تقديم خدماتها للمواطنين والمقيمين في ظروف الوفاة دون تحميلهم أعباء مالية، وهو ما يعكس التزامها بالجانب الإنساني والديني في التعامل مع هذا الشأن الحساس.

ويظل التحقق من صحة الأخبار واجب مجتمعي، يسهم في منع الشائعات من التأثير على استقرار ووعي الناس.