الحصيني يوضح سبب انقلاب الجو على الرياض والدمام وجدة من مساء اليوم

أعلن الباحث في الطقس وعضو لجنة تسميات المناخية عبد العزيز الحصيني أن اليوم هو أول منازل فصل الربيع وفق التقويم العربي، حيث تبدأ درجات الحرارة في الاعتدال تدريجي، مع استمرار فرص هطول الأمطار في مناطق واسعة من السعودية والخليج.

الحصيني يوضح سبب انقلاب الجو على الرياض والدمام وجدة 

ويعرف هذا الطالع باسم "سعد السعود"، وهو الطالع الثالث والأخير ضمن موسم العقارب، الذي يتكون من ثلاث مراحل تبدأ عادة مع نهاية الشتاء وبداية التغير التدريجي نحو الدفء.

"سعد السعود" وخصائصه المناخية والزراعية

يستمر طالع "سعد السعود" لمدة 13 يوم، ويعرف عند العرب بأنه موسم هام للأمطار في المملكة ودول الخليج، حيث يصادف توقيته قران خامس ربيع طامس، وهي إشارة فلكية تقترن بتغيرات مناخية واضحة.

كما أنه يعتبر توقيت مثالي لزراعة البرسيم والخضروات المختلفة، إضافة إلى كونه موسم مناسب لغرس فسائل النخيل، وتقليم أشجار العنب والتين استعداد لفترة النمو.

الهجرة الموسمية للطيور وتغيرات الطبيعة في سعد السعود

أوضح الحصيني أن هذا الطالع يتزامن أيضا مع هجرة الطيور المهاجرة التي تتنقل بين المناطق بحث عن الدفء والمناخ المناسب للتكاثر، كما تبدأ الطيور البرية في التزاوج ووضع بيضها خلال هذه الفترة، مما يجعلها موسم غير مناسب للصيد، حيث يجب الامتناع عن صيد الطيور للحفاظ على التوازن البيئي.

ماذا يعني طالع العقرب الثالثة عند العرب؟

يعرف طالع "سعد السعود" بأسماء أخرى في الموروث العربي، مثل "عقرب الدسم"، وهو الاسم الذي يطلق عليه في السنوات الخصبة التي تشهد أمطار جيدة، حيث تساعد هذه الأمطار على إنبات النباتات والمراعي، مما يجعل الموسم غني بالمراعي للماشية.

ويقال عن هذا الطالع "نودع الشتاء ولكن لا نودع البرد"، ما يعني أن الطقس يبدأ بالاعتدال، لكن موجات البرد قد تعود خاصة في ساعات الليل والفجر.

تحذيرات بشأن الملابس الشتوية في بعض المناطق

على الرغم من بدء اعتدال الطقس، إلا أن الحصيني حذر من التسرع في تخفيف الملابس الشتوية، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة العربية السعودية، إضافة إلى شرق المنطقة الغربية والمرتفعات، حيث لا تزال الأجواء في هذه المناطق تتأثر بانخفاض درجات الحرارة خلال الليل.

الأمطار مستمرة مع دخول الطالع الجديد

استناد إلى توقعات المراصد الجوية، كشف الحصيني أن دخول طالع سعد السعود لهذا العام يتزامن مع الحالة الممطرة التاسعة منذ بداية موسم الأمطار لعام 1446هـ، حيث يتوقع استمرار تأثير هذه الحالة على مناطق واسعة من الجزيرة العربية والخليج، مما قد يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وتشكل السيول في بعض المناطق.

موروث العرب حول طالع سعد السعود

لطالما ارتبط طالع "سعد السعود" بأمثال وأقوال متوارثة عند العرب، حيث كانوا يستدلون عليه لتحديد بداية الدفء ونهاية فصل الشتاء.

ومن أبرز ما قيل في هذا الطالع: "إذا طلع سعد السعود، لانت الجلود، وذاب كل جلمود، واخضر كل عود، وانتشر كل مصرود، وكره في الشمس القعود"، في إشارة إلى بدء ارتفاع درجات الحرارة تدريجي، وذوبان الجليد في المناطق الباردة، واخضرار الأرض بفضل الأمطار، وعودة النشاط للكائنات الحية بعد فصل الشتاء القاسي.

وداع الشتاء واستقبال الربيع بأجواء ممطرة ومعتدلة

مع دخول "سعد السعود"، يستعد سكان الجزيرة العربية والخليج لفترة انتقالية تتسم باعتدال الطقس، واستمرار فرص هطول الأمطار، ونمو النباتات، إلى جانب بداية موسم تكاثر الطيور وهجرتها، مما يجعل هذا الطالع مرحلة هامة في التقويم المناخي العربي.

ورغم وداع الشتاء رسميًا، إلا أن الطقس قد يحمل مفاجآت باردة في بعض المناطق، ما يستدعي الحذر في التعامل مع التقلبات الجوية المتوقعة.