رسمياً: السعودية تطلق مشروع جبار سيغير شكل ميناء جدة ويجعله يتفوق على ميناء جبل علي في دبي

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لوجستي عالمي، أعلنت الهيئة العامة للموانئ "موانئ" بالتعاون مع مجموعة "دي بي ورلد" العالمية عن تدشين أعمال توسعة وتطوير محطة الحاويات الجنوبية بميناء جدة الإسلامي. 

السعودية تطلق مشروع جبار سيغير شكل ميناء جدة 

باستثمارات تصل إلى 3 مليارات ريال سعودي (800 مليون دولار).

تاريخ وأهمية ميناء جدة الإسلامي

يعد ميناء جدة الإسلامي، الذي تأسس في عام 1976، أحد أهم الموانئ في المملكة العربية السعودية، نظراً لموقعه الاستراتيجي على الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر.

يخدم الميناء حركة التجارة البحرية بين الشرق والغرب، ويُعتبر البوابة الرئيسية لواردات المملكة، حيث يستقبل نحو 80% من حجم البضائع المستوردة

حجم النشاط السنوي في الميناء لعام 2024

شهد ميناء جدة الإسلامي خلال عام 2024 زيادة ملحوظة في حركة السفن والبضائع. بحسب البيانات، ارتفعت حركة السفن في الميناء بنسبة 14.6% مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ عدد السفن التي استقبلها الميناء 4,411 سفينة.

كما ارتفعت حركة الحاويات في الموانئ السعودية بنسبة 14.6% خلال عام 2023، مما يعكس النمو المستمر في قطاع النقل البحري

تفاصيل مشروع التوسعة والتطوير

يهدف مشروع التوسعة والتطوير إلى تعزيز القدرات التشغيلية وزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء. من المتوقع أن تسهم هذه الأعمال في رفع الطاقة الاستيعابية لمحطة الحاويات الجنوبية من 1.8 مليون حاوية قياسية إلى 4 ملايين حاوية قياسية.

تشمل أعمال التوسعة تحديث البنية التحتية للمحطة، والاستعانة بأحدث تقنيات الأتمتة والرقمنة والأنظمة الذكية لتحسين الكفاءة التشغيلية.

من المتوقع أن تسهم هذه التقنيات في تقليص زمن معاملات البوابات من دقيقتين إلى 10 ثواني فقط، مدعومة بتقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لتتبع البضائع، والذكاء الاصطناعي لتحليل الحمولات بدقة

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إدخال رافعات ساحة مؤتمتة وكهربائية، وتوسيع أسطول الرافعات الساحلية من 14 إلى 17 رافعة بنهاية عام 2025.

كما ستزيد السعة الاستيعابية للحاويات المبردة من 1,200 إلى 2,340 حاوية، لمواجهة الطلب المتزايد على شحنات المواد الغذائية والأدوية

تمتد محطة الحاويات الجنوبية على طول رصيف يبلغ 2,150 مترًا، بما في ذلك رصيف مياه عميقة بعمق 18 مترًا، مما يسهل استقبال ما يصل إلى خمس سفن حاويات ضخمة في آنٍ واحد. كما تهدف "موانئ" و"دي بي ورلد" إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% خلال السنوات الخمس المقبلة بالمحطة، عبر استخدام الرافعات والشاحنات الكهربائية، إضافة إلى تصاميم المباني الخضراء، وأنظمة إعادة تدوير المياه، بما يعزز جودة الهواء، ويؤكد مكانة الميناء بوصفه نموذج رائد لعمليات الموانئ المستدامة

يعتبر ميناء جبل علي في دبي أحد أكبر الموانئ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بطاقة استيعابية تصل إلى 19.3 مليون حاوية قياسية سنويًا.

ومع ذلك، تسعى المملكة العربية السعودية من خلال مشروع توسعة وتطوير ميناء جدة الإسلامي إلى تعزيز قدراته التنافسية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل "دي بي ورلد" على تطوير منطقة لوجستية متكاملة في ميناء جدة الإسلامي باستثمارات تصل إلى 900 مليون ريال سعودي، مما يعزز من قدرات الميناء التنافسية. 

يأتي هذا المشروع في إطار جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال تعزيز قطاع الخدمات اللوجستية والنقل البحري. من المتوقع أن يسهم تطوير ميناء جدة الإسلامي في تعزيز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، وزيادة قدرتها على تحفيز صناعة النقل والخدمات اللوجستية، وتحقيق التنمية المستدامة، ودعم النمو الاقتصادي، والإسهام في رفع تصنيف المملكة بالمؤشرات والتصنيفات الدولية، إلى جانب تعزيز حركة التجارة والتصدير العالمية، ودعم سلاسل الإمداد

يمثل مشروع توسعة وتطوير محطة الحاويات الجنوبية بميناء جدة الإسلامي خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة المملكة في قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية. ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز القدرات التشغيلية للميناء، وزيادة طاقته الاستيعابية، مما يمكنه من المنافسة مع أكبر الموانئ في المنطقة، ويعزز من دوره كمركز لوجستي عالمي.